التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:51 ص , بتوقيت القاهرة

كلهم محمود رمضان

أصدق شعار رفعه الإخوان منذ 80 سنة هو شعارهم الحالي: "كلنا محمود رمضان". هذا خط في تعليقات السوشال ميديا يلخص الموضوع كله. ربما يكون المكسب الوحيد للمجتمع المصري منذ 25 يناير 2011 هو انكشاف الإخوان. المكسب التالي انكشاف دور السلطة في المساومة معهم علينا، لكي تستقر السلطة في الأعالي. وعلى المجتمع السلام. بمجرد أن كشفت السلطة غطاء المساومات، ووضعتهم في مواجهة من الشعب، انكشفوا. 


الإخوان - أمام بشاعة مشهد محمود رمضان وهو يلقي بالأطفال من أعلى خزان المياه - أشاعوا أنه عضو في الحزب الوطني. ونسجوا حكايات وقصصا. وأنا لا أتحدث هنا عن إخوان القاعدة، بل عن إخوان القيادة. لكنهم، بعد إعدامه، حولوه من "رجالة الوطني" إلى شهيد.ولأنهم إخوان، فسرعان ما تلقفت قواعدهم ما يراه كبراؤهم. هذا الموضوع يعرض بعضا من هذا 



(2)


هذا يجعلنا نتوقع أن كلهم، لو عاد مرسي، محمود رمضان، قولا وفعلا. هل في هذا افتراء؟ إنهم ينشرون قنابل لتقتل بشكل يومي، ومن لا يقتلون يمجدون القتل والقتلة ويشجعونهم بشكل يومي. ويسمون قاتل أطفال شهيدا، ثم يروجون في الصحافة العالمية أن هذا أول إعدام لـ"معارضي النظام". لا يفهمون أنهم بهذا يضرون - على المدى الطويل - المعارضة، حين يرمزون لها بشخص كهذا. لكنهم جميعا محمود رمضان، يفعلون أي شيء من أجل السلطة. 


بل إنهم في يوم المرأة العالمي، لم يجدوا من "رموزهم" من يرفعون صورتها إلا سامية شنن، التي تحاكم لأنها سقت شرطيا مذبوحا يستغيث طلبا للماء ماء النار. سموها أم الثوار. 


(3) 


كما يجعلنا نتوقع أن أبطالهم السابقين، شهداءهم الذين يقسمون للأجيال الجديدة أنهم ما فعلوا شيئا، كانوا محمود رمضان أيضا. إن سموا محمود رمضان شهيدا، فقد عرفنا معنى "الشهيد" سيد قطب، و"الشهيد" عبد القادر عودة، والشهيد والشهيد والشهيد. بل إن بعضهم اعتبره "خالد سعيد" الجديد. لم يكفهم إلى أي حد نفروا الناس من 25 يناير، ومصممون على وأدها حتى آخر ظفر فيها. 


ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن حلفاءهم من عبدة يناير الاشتراكيين ساروا على نهجهم، كلهم محمود رمضان. الذين طالما مجدوا "العنف الثوري" وطالبوا بـ"محاكم ثورية" و"مشانق في الميدان"، اكتشفنا الآن أنهم ضد عقوبة الإعدام، وأنهم لا يرون أن محمود رمضان كان يجب أن يعدم. 


(ملحوظة: رفض عقوبة الإعدام لأسباب مبدئية موضوع آخر. نحن نتكلم هنا عن الاتساق مع النفس، سواء من تيارات عقوبات قطع الرقاب والأيادي، أو تيارات العنف الثوري).


(4)


لقد تفكرت في التاريخ الإسلامي نفسه. إن كان الإسلامجية المحدثون، في عهد اليوتيوب، يستطيعون أن يتبجحوا بتغيير القصة إلى هذا الحد، فما بالنا بكل هؤلاء الذين تعلمنا في المدارس أنهم أبطال، ثم علمنا كبارا أنهم متهمون ببشاعات تتضاءل إلى جانبها بشاعة ما فعل محمود رمضان، وبشاعات داعش. كلهم محمود رمضان أيضا؟


إلى هذا الحد أفقد الإخوان الناس الثقة في كل شيء. الآن فقط فهمت لماذا يعيشون في "عزلة شعبية" بعد كل صدام، ولا يظهرون إلا حين يتبدل الجيل ويظهر مراهقون جدد. ذلك لأنهم بشعون في الخصومة، يظهرون من سوء الطوية ما يصدم، ما لا يجعل مجالا لعذرهم. 


كلهم محمود رمضان.