يؤمن الجهاديون بأن النصر والهزيمة من عند الله، لكن هناك أسبابا يعملون على تحقيقها من أجل النصر، ويبعتدون عن أخرى حتى لا يصابوا بالهزيمة، ويلخص ذلك الداعية السلفي بشر بن فهد البشر، ويعتبر بحثه "أسباب النصر والهزيمة في التاريخ الإسلامي"، من البحوث المعتبرة عند التنظيمات الجهادية والإرهابية، وقد اعتمده تنظيم "القاعدة" من البحوث المرجعية في موقعه على الإنترنت.

أسباب النصر:

يمكن تلخيص أسباب النصر، مما عرضه البشر، في 8 نقاط أساسية، يحتوي بعضها على نقاط فرعية أخرى:

أولا: الإيمان الصادق والعمل الصالح، والإيمان في مفهوم بشر هو "عبادة الله عبادة خالصة ليس فيها شرك، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الرسول في كل ما أمر به، وفي كل ما نهى عنه، والتوكل على الله وحده، والاعتماد عليه سبحانه، والاستنصار به، والصبر والثبات سواء كان ذلك في المعركة، أو قبل المعركة؛ والصبر على الابتلاء، وأخيرا ذكر الله كثيرا".

ثانيا: وحدة صف الأمة، فيؤكد البشر أن "الأمة أما إذا كانت مفرقة ومشتتة، فإن النصر لن يكون حليفها".

ثالثا: وجود القيادة المؤمنة القوية، إذ إن "القيادة العلمية القوية وقيادة الدنيا إذا اجتمعتا تحقق النصر والتمكين، أما إذا وجدت القيادة العلمية، ولكن ليس معها قوة تحميها وتدافع عنها وتجاهد لنشرها فإنها لا تقوى ولا تنتصر".

رابعا: إعداد العدة والأخذ بالأسباب، ويوضح البشر أن إعداد العدة يكون من خلال "إعداد الجندي المؤمن والقيادة المؤمنة، وكذلك إعداد العدة العسكرية بالعتاد والأجهزة"، لأنه بعد إعدادها "ستنام القلوب وهي مطمئنة مرتاحة"، بحسب تعبيره، إضافة إلى إعداد المال لأنه "عصب الجهاد".

خامسا: الثقة بالله والثقة بوعده.

سادسا: يجب اليقين بأن الأمة في مستوى النصر بإمكاناتها وقدراتها وعزائمها ونياتها، وأن الله قد يؤخر النصر قليلا، ورفض البشر أي تحالف مع "الشيوعيين"، و"العلمانيين"، معتبرا أن ما يتحقق من خلال ذلك ليس بنصر.

سابعا: الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعتبر البشر أن هذين الأمرين حافظان للأمة، فالجهاد يحفظها من الخارج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظها من الداخل، مؤكدا أنهما سببان مهمان للنصر.

ثامنا: السلامة من أسباب الخذلان والهزيمة، وإذا تحققت هذه الشروط الثمانية في مجموعة جهادية فإنها تتقين من أنها منصورة.

أسباب الهزيمة:

أما عن أسباب الهزيمة، فيلخصها البشر فى 4 نقاط:

أولها: الانحراف عن الصراط المستقيم سواء كان هذا الانحراف انحرافا عقديا، أو انحرافا عمليا، ويرى أن الانحراف قد يكون بابا للإلحاد في أسماء الله وصفاته، بالشرك الأكبر والشرك الأصغر، أو بالردة الكاملة باعتناق المذاهب الكافرة كالشيوعية، والقومية، والعلمانية، بحسب قوله.

أما المعاصي التي تؤدي إلى ضرب الذلة على الأمة المؤمنة، فهي "الظلم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونقض عهد الله وعهد رسوله، وأخذ أموال المسلمين بغير حق، والبطر والفخر والغرور".

وثاني أسباب الهزيمة، الفرقة والاختلاف، فيؤكد البشر أن "تفرق المسلمين وتشتت أحوالهم سبب من أسباب الهزيمة الماحقة".

وأما ثالثها فهو موالاة الكافرين والمنافقين، وعدم الحذر منهم، ورابعها هو "ترك إعداد العدة والخلود إلى الدنيا وملذاتها والإغراق في اللهو وطلب الراحة، ما يجعل الإنسان لا يستطيع أن يدخل المعركة، ويواجه العدو".