قبائل البيضاء.. هل تكون "شمس الزناتي" اليمن؟
بعد اجتماع عقدته، أمس السبت، بمدينة عدن جنوب اليمن، حضره قيادات حزبية وزعماء قبائل وشخصيات اجتماعية وسياسية، أعلنت قبائل محافظة البيضاء، عن تأسيس تكتل لدعم "شرعية" الرئيس، عبدربه منصور هادي، ورفض "الانقلاب الحوثي" لجماعة أنصار الله، والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وفي أول بيان له، أكد مجلس تكتل قبائل وقوى البيضاء تحرك المشاركين فيه لتحرير مناطقهم التي احتلها الحوثيون، داعيا كافة أبناء الشعب اليمني عامة، لرص الصفوف وتوحيد الكلمة، للعمل على إخراج الميليشيات الحوثية المسلحة من محافظة البيضاء، وسائر محافظات الجمهورية، في أمر أشبه بقصة الفيلم المصري الشهير "شمس الزناتي"، ليأتي السؤال: هل تستطيع قبائل البيضاء قيادة اليمن للتخلص من الاحتلال الحوثي؟
البديل المتاح
يرى الكاتب الصحفي اليمني، عبدالله إسماعيل، أنه مع استمرار الزحف الحوثي على محافظات البلاد، وفي ظل غياب الجيش الوطني ومؤسسات الدولة، كان من الطبيعي أن تتحرك القبائل، كحل بديل للأزمة.
إسماعيل قال لـ"دوت مصر"، إن هذه ليست الواقعة الأولى، موضحا أنه "سبق وصدرت بيانات من محافظات اليمن الأخرى كتعز ولحج وعدن وشبوة وحضرموت، وغيرها، في إطار محاولات كل محافظة الدفاع عن نفسها، في حل، رغم أثره السلبي، إلا أنه البديل المتاح حاليا".
واعتبر أن تحرك قبائل البيضاء وسيلة من وسائل المقاومة، إلى جانب المظاهرات المناهضة للحوثيين، مؤكدا أنه ليس حلا نهائيا للأزمة في اليمن، وأن الحل الحقيقي لن يتحقق إلا بعودة مؤسسات الدولة، وعودة الجيش مؤسسة وطنية بعيدة عن الانتماءات والانقسامات.
شأن داخلي
"هذا الأمر قد يكون مفيدا بالنسبة للبيضاء لكنه لن يكون كذلك بالنسبة لباقي اليمن"، هكذا علق رئيس مركز الرصد اليمني الديمقراطي، عبدالوهاب الشرفي، على بيان قبائل البيضاء، موضحا أن تحرك قبائل المحافظة، الواقعة وسط اليمن، يأتي في إطار المواجهات التي تخوضها، منذ أواخر العام الماضي، للتصدي لجماعة "الحوثيين"، التي تسعى إلى بسط سيطرتها على البيضاء.
وأكد الشرفي لـ"دوت مصر"، أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة التي تشهدها اليمن، منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومته، في 22 يناير الماضي، عقب سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة ومحاصرة منزل الرئيس وعدد من وزراء حكومته، ثم إصدار الحوثيين "إعلانا دستوريا" يستكمل إجراءات ما اعتُبر "انقلابا" على السلطة، قبل أن يفر هادي إلى عدن ويسحب استقالته، ليعلن، أمس السبت، مدينة عدن عاصمة، باعتبار أن صنعاء باتت عاصمة محتلة من قبل الميليشيات الحوثية.
وحذر رئيس مركز الرصد من عواقب تحرك القبائل في محافظات اليمن بمعزل عن مؤسسات الدولة، ما قد يؤدي إلى وقوع البلاد في النهاية بفخ الصراع القبلي.
خارج الصندوق
أما الناشط في الحراك الجنوبي، المحامي رائد القحافي، فكانت له وجهة نظر "خارج الصندوق"، ورأى أن القبائل لن تستيطع إيقاف المد الحوثي، الذي بات يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، وله فيها عدد كبير من المؤيدين.
وقال القحافي لـ"دوت مصر"، إن الحل هو استقلال جنوب اليمن عن شماله، موضحا أن الأزمة بدأت مع سيطرة القوات اليمنية على الجنوب، وقت كانا دولتين، حيث يتظاهر الجنوبيون حتى اليوم سعيا للانفصال، مشيرا إلى أن الحوثيين وجدوا حاضنة شعبية بالجنوب، في السابق، حين تعاطف أهله مع الجماعة، بعدما كانت هدفا لهجمات تنظيم القاعدة.
وأكد أنه مع استقلال الجنوب، ستكون هناك دولتان قويتان واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب.
شهادة التاريخ
ويوجد في البيضاء العديد من القبائل، ومنها آل بوهي، في منطقة الهجر، وبالقرب منها قبائل آل حميقان، كما توجد قبيلة آل بني وهب، وقبيلة العسودي، وقبيلة آل سواد، وقبيلة آل عواض، التي تعد من أهم القبائل في محافظة البيضاء، حيث إن الشيخ عبد ربه أحمد العواضي، كان في مقدمة المقاومين للاستعمار البريطاني جنوب اليمن.