القطارات والأتوبيسات.. عشق قديم
رغم تباعد المسارات بين الطرق وخطوط السكك الحديدية، إلا أنهما على خلاف دول العالم يتقاطعان في مصر، وتكون النتائج كالعادة كارثية، التخبط وانعدام الرؤية وسوء ملاحظة المزلقانات المنشرة في ربوع مصر أبرز أسباب حوادث وسائل النقل بالقطارات، إلا أنه الأمر ينتهي سريعا كما بدأ دون محاسبة، تاركا علامة استفهام أمام المواطنين، مفادها "كيف يدهس القطار وسيلة نقل؟".
رحلة مدرسية تحولت إلى رحلة للدار الآخرة
صباح اليوم الجمعة، قتل 7 طلاب وأصيب 24 آخرون بإصابات بالغة، نتيجة اصطدام قطار بأتوبيس رحلات مدرسية، كان قادما من محافظة الغربية عند مدخل بوابة مدينة الشروق، وتمت الاستعانة بسيارات إسعاف من مدينتى بلبيس والعاشر من رمضان، لنقل الجثث والمصابين للمستشفيات القريبة.
رئيس هيئة السكة الحديد، اللواء أحمد حامد، قال إن التصادم سببه اقتحام الأتوبيس شريط السكة الحديد من مكان غير معد للعبور، لافتا إلى أن الأتوبيس لم يكن وحده الذي مر من الطريق ذاته، اليوم، وأن أتوبيسين آخرين يتبعان مدارس طنطا عبرا الطريق قبل التصادم.
إحدى المدرسات المصاحبات ضحايا الحادث، قالت إنهم كانوا متوجهين إلى قرية "نيمو فارم" على طريق "مصر– الإسماعيلية" الصحراوي، وإنه أثناء اختراقهم المزلقان لم يروا أي شخص ينبههم بخطورة ذلك، كما لم يشاهدوا أي إشارات تأمر بالتوقف وانتظار مرور قطار أمام المزلقان.
دماء الأطفال على قضبان أسيوط
في 17 من نوفمبر عام 2012، قتل 52 تلميذا وأصيب 13 آخرون، جراء اصطدام قطار بحافلتهم المدرسية في مدينة منفلوط في أسيوط. وتحطم أتوبيس الأطفال تماما أسفل جرار القطار رقم 165،.وبعد وقوع الحادث بنصف ساعة تجمهر الآلاف من أهالي قرية المندرة وأولياء أمور الطلاب، عند مقر الحادث في مزلقان قرية المندرة، للبحث عن جثث ذويهم.
وزير النقل آنذاك، محمد رشاد المتيني، أعلن مسؤوليته السياسية عن الحادث وقدّم استقالته، كما قبل استقالة رئيس هيئة السكة الحديد، المهندس مصطفى قناوي، وحوله إلى التحقيق، وبادر النائب العام بقرار منع الوزير من السفر حتى انتهاء التحقيقات، وعدم اختزال المسؤولية الجنائية في شخص عامل المزلقان.
وأقامت محافظة أسيوط عزاء رسميا لأبنائها في واحدة من أسوأ كوارث القطارات في مصر، كما صرفت الحكومة تعويضات عاجلة لأسر الأطفال، الذين تحولت أجسادهم في لحظات إلى أشلاء متناثرة ودماء على القضبان.
مطروح.. كل الطرق تؤدي إلى الموت
شهد عام 2008 كارثة تصادم شهيرة، قتل خلالها 44 شخصا على الأقل، عندما اصطدم قطار بحافلة ركاب قرب مدينة مرسى مطروح. وأجمعت أقوال شرطي المزلقان والعامل على تنفيذ الإجراءات التأمينية بإغلاق الطريق وإطلاق أجراس الإنذار، إلا أن قدوم الحافلة مسرعة من ارتفاع إلى الطريق المنحدر تسبب في الكارثة، وفق تحقيقات النيابة. وبدا موقع الحادث في مشهد مأساوي بعدما اندفع أسر الضحايا يجمعون أشلاء أبناءهم.
وامتصاصا لغضب أسر الضحايا حينها، وجه النائب العام آنذاك، المستشار عبدالمجيد محمود، بسرعة إنهاء إجراءات تصاريح الدفن، وأعيدت حركة القطارات. ووصف محافظ مطروح في ذلك الوقت، اللواء سعد خليل، الكارثة بأنها قضاء وقدر، وأرجع السبب في ذلك إلى عطل في فرامل القطار الذي اصطدم بالحافلة من الخلف.