التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:42 ص , بتوقيت القاهرة

"الشفاء بفضل الله".. دستور الإرهابيين لعلاج مصابيهم

يتعرض الإرهابيون لكثرة الإصابات نتيجة المعارك المستمرة والظروف الصحية والبيئية التي يعيشون فيها، مما دفعهم لاعتماد "دستور طبي"، يشمل أهم الأمراض التي تصيبهم، والأعراض وطرق العلاج السريعة والبسيطة.


"الدستور الطبي" الذى أعده تنظيم القاعدة وأصبح معتمدا لدى أغلب التنظيمات الجهادية ومن بينها "داعش"، هو كتاب "الإسعافات الأولية فى الساحات الجهادية"، للدكتور قاسم عباس الزهراوي، والمعروف عند الجهاديين بالاسم الحركي "الدكتور: الشفاء بفضل الله"، لما لكتابه من مكانة كبيرة عندهم.


فى طبعته عام 2011م، أكد الزهراوي أن "المجاهدين" كما يحتاجون في الساحات إلى السلاح والذخيرة والمال، يحتاجون أيضا إلى فهم بعض الأمور الأساسية في المجال الطبي والإسعافات الأولية، مؤكدا أن الساحات الجهادية تفتقر إلى الكوادر المتخصصة فيه، ويضرهم قلتها أو غيابها.


وعرض لـ8 أمراض وإصابات تلحق بهم، وقدم طرق علاجها، وهى:


- الحروق في ساحة القتال:


عرض الزهراوي أنواع الحروق الخطير والمتوسط والبسيط، وكيفية تحديد كل واحد منها، وطرق علاجه، وفق الجدول التالي:



- الجرح الناتج عن الطعن:


يوضح الزهراوي أن الجرح الناتج عن الطعن بالسكين أو السيف أو بأية آلة حادة أحد أكثر وسائل الموت إيلاما، لأن الشخص الذي يصيب بالطعنات، إذا شاهد الدم ينزف من جسمه قد يصاب بصدمة، ويموت بعد وقت قصير من الإصابة نتيجة الفقد السريع للدم، أو بسبب التلوث والالتهاب الناتجين من الإصابة، ولذلك فإنه يؤكد أن تقديم الإسعافات الأولية السريعة أمر في غاية الأهمية.


ويوضح عدد من الإرشادات للعلاج أهمها ترك السلاح أو الآلة المسببة للطعن في مكان الجرح، ولبس قفاز وكيس بلاستيك في اليد لتقليل نسبة تلويث دم المصاب، ويحذر من استعمال ضاغطًا لوقف النزيف، ويشدد على أهمية أنيجلس المصاب بحيث يكون مستوى الجرح أعلى من مستوى القلب.


- علاج الجروح الناتجة عن الطلقات النارية:


حسب "دستور الإرهابيين الطبي" فإن الجروح الناتجة عن الطلقات النارية هي من أخطر أنواع الجروح، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع: الجروح الغائرة (تدمير لحم البدن بالقذيفة)، والتجويف (الضرر الذي تسببه موجة الصدم في الجسد)، والتشظي (ينتج عن أجزاء من القذيفة).


ويعتقد الزهراوي أن جروح الطلقات النارية من الأشياء الخطيرة، مطالبا المجاهد غير المصاب السيطرة على النزيف في بدن زميله المصاب، بوضع ضغط مباشر على الجرح، حتى يوصله لأقرب نقطة طبية.


- الجروح الناجمة عن انفجار لعبوة ناسفة:


لأن الإرهابيين هم أكثر من يزرع العبوات الناسفة، فإن الزهراوي يركز على الجروح الناتجة عنها، ويؤكد على أنه لو كانت الشظية لا تزال ساخنة بسبب الانفجار فلا تقم بإخراجها من مكانها بل لا تقم حتى بلمسها فهي تكون ساخنة جدًّا حتى إذا كنت مرتديًا لكفوف، ولا تحاول إخراج الشظية بتاتًا مستخدمًا أية أداة أخرى مثل كماشة أو غيره.


ويوصي الزهراوي بسرعة صب الماء النظيف أو المحلول الملحي على مكان الجرح لتبريده، ونقل المصاب إلى مكان عناية طبي بعيد عن التلوث المباشر، ولا يستخدم الضغط المباشر على جروح الشظايا، مؤكدا أن معظم جروح الشظايا لا تنزف كثيرا.



- الجرح الشافط في الصدر:


الجرح الشافط هو عبارة عن إصابة نافذة في الصدر، بسبب مقذوف ناري، ينتج عن هذه الإصابة ثقب في الرئة مما يؤدي إلى انكماشها فيتسبب في إعاقة التنفس الطبيعي، ويشدد الزهراوي على أهمية العناية الفورية للمصاب في هذه الحالة، فإن لم يقدم له المساعدة السريعة يمكن أن يؤدي الجرح إلى وفاته، والمساعدة تتلخص فى وضع لاصقة طبية على الجرح ووضع المصاب في وضع الجلوس لسهولة تنفسه. 


- الملاريا:


يعمل عدد كبير من الجهاديين في مناطق ينتشر فيها مرض الملاريا المعدي، الذي ينتشر وينتقل بواسطة حشرة، ويؤكد الزهراوى أن الوقاية من المرض هي أسهل بكثير من علاجه، وذلك لأن مقاومة هذا المرض للعقاقير أصبحت عالية جدًّا كما وأنه لآلاف السنين كان الناس يستعملون الأعشاب الطبية للعلاج منه لكن بدون نتيجة.


وينصح الزهراوي للمجاهدين عدم التعرض للحشرة التي تحمل الملاريا، واستعمال بعض العقارات الطبية التي أوضح أسمائها.


- الهيبوثرميا (فقدان حرارة الجسم):


يصاب الإرهابي بالهيبوثرميا عندما يفقد جسمه الحرارة أسرع من قدرته على إنتاجها مما يسبب انخفاضًا خطيرًا في درجة حرارة الجسم، وغالبا ما تحدث للمختبئين في أحد المنازل أو مخابئ باردة سيئة التدفئة، وينصح الزهراوي بعدم تحريك المصاب إلا في الضرورة القصوى؛ ثم نقله إلى مكان دافئ.


- ضربة الشمس:


يؤكد الزهراوي ضرورة معالجة المصاب بضربة الشمس فورًا لمنع وقوع ضرر دائم في أعضاء الجسم، وأول شيء يجب عمله هو تبريد جسم المصاب، ونقله إلى مكان ظل، ونزع ملبسه وصب الماء عليه، ثم وضع ضمادات باردة تحت الإبط وبين الفخذين.


ويوجه نصيحته للإرهابيين فيقول "إذا كنت في أرض الجهاد وفي الخارج تواجه ارتفاع درجة الحرارة ولا يمكن أن تتجنبها احرص أن تشرب الكثير من السوائل من ماء أو عصير إن وجد، لكن تجنب السوائل مثل الشاي والقهوة والتي يمكن أن تسبب الجفاف".