من استهدف قيادات جبهة النصرة؟
يوم أمس، تم استهداف تجمع لأعضاء في "جبهة النصرة" في محافظة إدلب نتج عنه مقتل الجناح العسكري العام للجبهة والرجل الثاني في التنظيم "أبي همام الشامي" و3 من أعضاء مجلس شوري التنظيم.
وما أن تداولت تلك الأنباء حتى سارع النظام السوري لتبني العملية، في وقت أكد فيه ناشطون أن قوات التحالف الدولي هي المسؤولة عن مقتل الشامي، فيما يظل الجواب مجهولا حول المنفذ الفعلي للعملية.
قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أنها شنت غارات استهدفت اجتماعا لقياديين بجبهة النصرة، ما أسفر عن مقتل "الشامي" وإصابة أبو محمد الجولاني "زعيم النصرة"، بحسب ما ذكرت "شبكة شام".
إلا أن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن متحدث باسم التحالف الدولي نفيه للعملية، وقال إنه لم ينفذ أي غارات جوية في إدلب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، اليوم الجمعة، أن جيش النظام نفذ عمليات "نوعية" استهدفت قيادات لتنظيمات معارضة أسفرت إحداها عن قتل الشامي.
وبحسب المرصد السوري، بدأ التحالف الدولي ضرباته ضد "جبهة النصرة" في 23 سبتمبر من العام الماضي، في إطار استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، التي بدأها التحالف منذ شهر يوليو وسبتمبر الماضيان في العراق وسوريا.
وقد توسع التحالف في توجيه ضرباته إلى تلك التنظيمات فلم يقتصر الأمر على "النصرة" بل امتد ليشمل، حركة أحرار الشام الإسلامية وعدد من الفصائل التي تحارب تحت لوائهما.
فقُتل أكثر من 45 قياديا بحركة "احرار الشام" من ضمنهما حسان عبود زعيم الحركة، في هجوم على مقر التنظيم في سبتمبر الماضي، وسط تضارب كبير حول آلية الهجوم والمسؤول عن هذه العملية.
أما النظام السوري بقيادة بشار الاسد فهو مستمر في توجيه ضرباته العسكرية لكافة فصائل المعارضة المسلحة ومن ضمنها "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" و"أحرار الشام"، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك منذ بدء الأزمة السورية قبل 4 سنوات.
والجدير بالذكر، أن جبهة النصرة كانت قد ألحقت هزيمة بحركة "حزم" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي بعد مهاجمة قاعدة عسكرية أساسية للحركة، الأمر الذي ترتب عليها إعلان تفكيك الحركة واندماجها بالجبهة الشامية، وهو ما يزيد من احتمالية توجيه "حزم" لضربات انتقامية ردا على هزيمتها.