بعد تدميرها مرتين.. داعش لمدينة النمرود: "التالتة تابتة"
بعد حوالي أسبوع من بث فيديو يظهر تدمير عناصر التنظيم لمتحف الموصل، وفي استمرارا لمسلسل طمس الإرث التاريخي والحضاري في العراق، اعتدى عناصر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على مدينة النمرود الأثرية وجرفوها بالآليات الثقيلة مستبيحين بذلك المعالم الاثرية التي تعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده، وفق ما اعلنته الحكومة العراقية.
المرة الثالثة
وتعد هذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها مدينة النمرود للتدمير، فقد سبق الدواعش في تخريبها الكلدانيين والميديين في القرن السادس قبل الميلاد، فالمدينة التي تقع علي مساحة 30 كم للجنوب من الموصل في العراق، تأسست علي يد الملك كالخو في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أصبحت عاصمة الإمبراطورية الآشورية الحديثة في القرن التاسع قبل الميلاد خلال زمن الملك آشور ناصربال الثاني.
وذكر عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الامريكية "حيدر حمداني" لوكالة "فرانس برس"، أن من أبرز الآثار في الموقع "كنز نمرود" الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الاحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب.
ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف، بأنه الاهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العام 1923.
محاولات نهب
?وقد تعرضت مدينة النمرود إلي العديد من محاولات النهب والتنقيب في عصور متباعدة كان آخرها إبان الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003، إلا أن أبرز القطع لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.
وأوضحت "العربية" في تقرير لها أن مسؤول عراقي يعمل في مجال الاثار، أكد أنه لاحظ وجود شاحنات عند مدينة النمرود، مما قد يرجح قيام التنظيم بنقل الاثار لبيعها.
يذكر أن المدينة سميت علي اسم الملك نمرود بن كنعان الذي عرف في التوراة كملك جبار تحدى الله ببنائه برج بابل، ويعرف عند المسلمين بالملك الذي جادل سيدنا إبراهيم وعاقبه بالحرق، واعتبرته العديد من الثقافات بإله الشر.