وكيل الأزهر: الإسلام به أحكام لم تصل إليها الحداثة بعد
هاجم وكيل الأزهر، عباس شومان، تصريحات رئيس المخابرات البريطانية الأسبق، جون سويرز، التي أشار فيها إلى أن الدين الإسلامي ككل ليس مهيأ بشكلٍ جيد لإحياء وتجديد نفسه لكي يتوافق مع قيم ومعايير مجتمع يعيش في القرن الحادي والعشرين، متهما إياه بـ"الجهل المطبق" بحقيقة الإسلام.
وقال شومان، منشور عبر صحفته الشخصية على "فيس بوك"، اليوم الخميس، إن الشريعة الإسلامية أسبق بكثير من قدرة العصور على ملاحقة تطورها، وفيها من الأحكام ما لم تصل إليهاالمدنية والحداثة، موضحا أن الإسلام لا يمانع منح الرعية الحق في إعطاء تأشيرات الدخول، وتكون ملزمة للدولة إن كان هذا يناسب حالها ولا يتعارض مع أمنها القومي.
وأوضح أنه "فحين أمنت أم هانئ بنت أبي طالب بعض أحمائها، وأراد علي قتله لأنه غير مسلم من قوم يحاربون المسلمين وقتها، قالت ليس لك أن تفعل، وحين اختصمته إلى رسول الله قال: أجرنا من أجرت يا أم هانئ"، مضيفا "لا أعتقد أن دولة في العالم يمكنها أن تتطور خلال عصور مقبلة إلى هذا الحد".
وتابع "رئيس المخابرات البريطانية السابق لا يعلم أن الأحكام التكليفية الخمسة التي تحكم حركة الأفعال والأقوال للبشر، ثلاثة منها لا تلزم بالفعل أو القول على جهة واحدة، إنما تخير الإنسان بين الفعل والترك وهي:المستحب والمكروه والمباح".
وأشار وكيل الأزهر إلى أن الفروض الملزمة بالفعل يدخلها التخفيف والتطور حسب حال المكلف فلا ركوع أو سجود على غير القادر عليهما في الصلاة، والتيمم لمن لم يجد الماء الذي يتوضأ به أو يجده ولا يقوى على استخدامه، والمحرمات الملزمة بالترك فيها تطور ومرونة، فالمضطر له أن يأكل من الميتتة ويشرب من الخمر ما يدفع عنه الموت، ولا زكاة ولاحج على غير المستطيع، والنصوص الدالة على الأحكام معظمها ظني الدلالة وليس قطعيا ليجتهد العلماء في كل زمان ومكان لاستخراج الأحكام التي تناسب العصر.
كان الأزهر الشريف قد أصدر بيانا، الثلاثاء الماضي، للرد على تصريحات جون سويرز، مؤكدا أنها تعمق حالة الكراهية بين الشرق والغرب وتوسع الهوة بينهما، ولا تشجع على الحوار الحضاري البناء والمثمر، الذي يهدف إلى ما فيه صالح البشرية.
وأوضح أن تصريحات جون سويرز اعتمدت على ممارسات فردية اتخذت منها مبدأ عاما للحكم على الإسلام، وفي الحقيقة أن ذلك لا يمت للإسلام بصلة، إلى جانب أن الفرد الذي تكلم عنه سويرز نتاج ثقافة غربية لا عربية ولا إسلامية، على الرغم من انتمائه للإسلام، مع العلم أن معظم الجماعات الإرهابية أثبتت الأحداث أنّها صنيعة الأجهزة المخابراتية الغربية.