التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:10 م , بتوقيت القاهرة

يا محافظ الإسكندرية أبحِر إلى العمق

ربما وجود زوجة محافظ الإسكندرية أزعج البعض لأنه ليس من ثقافة وعادات التقاليد المصرية، رغم أن زوجة سيادة المحافظ لها باع طويل ورائدة من رواد البيئة بالمعادي وخبرة في العشوائيات، وإن لم يكن هكذا لما طلبت السيدة ليلى إسكندر وزيرة التطوير الحضاري والعشوائيات حضورها في الاجتماعات بصفتها رئيسة جمعية رواد البيئة بالمعادي؛ وذلك بهدف الاستفادة من خبراتها في مجال الحفاظ على البيئة ونقل خبرة ما أتمته في ضاحية المعادي إلى مدينة الإسكندرية التي تعاني معاناة شديدة من العشوائيات والتشوهات البيئية والمخالفات والزبالة إلى آخر المواضيع التي نعلمها جميعًا .


السيد المحافظ من عائلة كريمة وكذلك السيدة زوجته، وإذا وسعنا مداركنا بعض الشيء وفكرنا خارج الصندوق سنجد أن المحافظ وزوجته يعطيان مثلاً " صالحًا" في خدمة المجتمع، فهي قيمة مضافة لمجتمعنا أن كل عائلة من الرسميين أو المجتمع المدني يعملون على خدمة المجتمع، وقد بدأ السيد المحافظ مع زوجته في إعطاء المثل الحي فهما يعملان معًا في خدمة قطاع من أصعب القطاعات ليس فقط في الإسكندرية بل في مصر كلها وهي العشوائيات.


ربما المصريون "اتعقدوا" من تدخلات "السيدة الأولى" في نظام سابق، ولكن هذا ليس مبررًا للهجوم الشرس خاصة من بعض الإعلاميين أو الإعلاميات الذين تجاوزوا كل حدود اللياقة والأدب والأخلاق، فأقول للسيد المحافظ وزوجته الكريمة لا تلتفتا إلى تلك الهجمة الشرسة ولا تُحبطا، ولكن مع بعض الحكمة ستتجاوزان هذه الهجمة خصوصًا عندما تظهر ثمار الأعمال والتجديدات في محافظة الإسكندرية، فهي محافظة بحرية تطل على البحرالمتوسط ولها خصوصية لأنها تطل على العالم.


وكانت الإسكندرية عاصمة العالم القديم، وحتى الخمسينات من القرن الماضي لم يكن سكانها مصريون فقط ولكن أيضًا شوام ويونانيين وإيطاليين ويهود وأرمن؛ مما أعطى للإسكندرية وجهاً متعدد للحضارات ونتشوق لهذه الأيام التي ستعود مع عودة رونقة الإسكندرية التي فيها كل المقومات، لتكون أول مدن العالم في الثقافة والآثار والفن وما إلى ذلك، فأبحر إلى الأمام يا سيادة المحافظ ولا تنظر إلى الوراء.