التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:29 م , بتوقيت القاهرة

صور| شق الكوبري.. كلمة السر بين نساء قنا والإله "حابي"

لا يزلن النساء في قنا يعتقدن في العادات والتقاليد الفرعونية، والتي يلجئون إليها من أجل الإنجاب أو معالجة الأمراض المستعصية أو جلب الرزق والزواج، حيث يذهبن إلى مكان يسمى بـ"شق الكوبري" بمدينة نجع حمادي في الأيام العشرة الأولى من بداية السنة الهجرية.


"دوت مصر" تكشف تفاصيل تلك العادة القديمة التي ورثتها نساء قنا من الأجداد، والسر وراء الارتباط بها، حيث التقت عددًا من السيدات اللاتي يذهبن إلى هذا المكان للتعرف على كيفية ممارستهم لتلك العادة.



تروي إحدى السيدات تفاصيل زيارتهن لـ"شق الكوبري" قائلة: "نذهب إلى هناك في الأيام العشرة الأولى من السنة الهجرية، حتى بعد ما رزقني الله بنعمة الإنجاب، وتبدأ كل سيدة بتجميع 7 حصوات قريبة من منزلها، وتأخذها إلى أسفل كوبري النيل الواقع في مدخل مدينة نجع حمادي الشرقي، سيرًا على الأقدام، بدايةً من مدخل المدينة وحتى مجرى نهر النيل، حيث تتجمع النساء اللائي يردن الإنجاب أسفل الكوبري، ويبدأن رمي الحصوات في النيل".


وتتابع، "تقرأ السيدات بالتزامن مع ذلك تعاويذ خاصة ورّثها الأجداد، ويقومن بإلقاء بقايا الدورة الشهرية داخل مياه النيل، ثم يأخذن قبل مغادرة المكان كمية من مياه النيل ليغسلن بها أعضائهن الجنسية".



وتقول سيدة أخرى، تدعى أم عبدالجواد، إن "بعض السيدات يذهبن لـ"شق الكوبري" لمعالجة بعض الأمراض، مثل تساقط الشعر، حيث يجلبن 12 شعرة تسقط منهن، بعدد أشهر السنة الهجرية، ويضعنها في زجاجة مغلقة ويلقونهم داخل مياه النيل، ويبدأن في قراءة بعض التعاويذ الخاصة بهن، كما تقوم السيدات اللاتي يرغبن في جلب الرزق أو شفاء أزواجهن أو أبنائهن بتعبئة كمية من مياه النيل، لرشها داخل المنزل حتى يأتيها الرزق، أو رشها على أزواجهن أو ابنائهن المصابين بأمراض، وكذلك رشها على الفتاة التي تريد الزواج، حيث تشرب من تلك المياه وتغسل يديها ووجهها".



وتقول إحدى السيدات، وتدعى أم كريم، "بناتي الثلاث تزوجن عندما ذهبن إلى "شق الكوبري"، ومنذ ذلك اليوم يحافظن على الذهاب في الميعاد المحدد في العشرة الأوائل من بداية السنة الهجرية، لجلب الرزق والعلاج من الأمراض".


وتضيف سيدة أخرى، تدعى، أم عرفة، أن "عادة الذهاب إلى شق الكوبري ورثتها من جدتي منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت تذهب إلى هناك بنية قضاء حوائجها، وهذا لم يتعارض مع إيمانها بالله، ولكن الفراعنة لهم حضارة، ويمتلكون أسرارا لم يتم الكشف عنها حتى الآن، والدليل سر التحنيط الذي لم يكتشفه أحد"، حسب قولها.



وعن التعاويذ التي تقولها السيدات، تابعت أم عرفة قائلة: "إنهم يقولون؛ حابي ساعدنا في جلب الرزق، حابي نريد الإنجاب، نفسي أشوف ابني يا حابي، ثم قراءة آية قرآنية".


من جانبه، قال الباحث الاجتماعي، بقنا، أحمد المرشدي، إن "سيدات نجع حمادي يعتقدن في مثل تلك العادة منذ أوائل القرن الماضي، والتي تعود إلى القدماء المصريين، وتأتي السيدات من جميع أنحاء المحافظة، حيث يذهبن إلى منطقة كوبري نجع حمادي والتي تسمى "شق الكوبري"، في الأيام العشرة الأولى من السنة الهجرية".


وتابع المرشدي، أن "تلك العادة، حسب اعتقادهن، تعود إلى إله النيل لدى الفراعنة، المسمى "حابي"، وهو أحد الأبناء الأربعة للإله "حورس"، والذي كان يقدسه القدماء المصريون، وتنبع أهمية ذلك من تقديسهم للنيل باعتباره شريان الحياة في مصر القديمة".



وعلق وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة قنا، الشيخ خالد خضر، على تلك العادات والتقاليد، قائلًا: إنها "بدعة من الإنسان، ولا تجوز شرعًا، وأن كل شيء بيد الله عزوجل، وهذه التعاويذ والأدعية والاعتقادات ما هي إلا خرافات ليس لها أي أساس من الصحة في الدين".