التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:25 م , بتوقيت القاهرة

ويكيبيديا تتجاهل محافظ الإسكندرية.. وسوشيال ميديا: كدة كتير

يبدوا أن محافظ الإسكندرية، هانى المسيري ، بدأ يفقد رصيده السياسي أسرع من هبوط سعر برميل وقود في زمن النفط مقابل كوبونات الغذاء، فالرجل الذي كان محل تقدير من مواقع التواصل الاجتماعي، صار اليوم محل استهجان وسخرية من مدونين ونشطاء على نفس المواقع. 



بمجرد ممارسة فعل "الجوجلة" (على وزن هرولة) عبر محركات البحث تطالعك عينة من فيض التغطية الخبرية لنشاط  المحافظ: "محافظ الإسكندرية يرفض التنازل عن الجنسية الأمريكية، هل يقيل السيسي محافظ الإسكندرية؟، لماذا لا يقيل السيسي محافظ الإسكندرية؟، حيثيات إقالة محافظ الإسكندرية، زوجة محافظ الإسكندرية بريئة من تهمة الغيرة والحسد".



هذه الانتقادات يراها البعض الآخر مبالغا فيها، خاصة أن الرجل لم يكمل الـ100 يوم الأولى، ولم يحظ أي محافظ آخر للإسكندرية بكل هذا الزخم الإعلامي، ربما منذ عهد اللواء عبدالسلام محجوب، والذي بزغ نجمة من على شواطئ ومصايف عروس البحر الأبيض المتوسط، كانت تلك هي الفترة الذهبية سواء للمحافظة أو للمحجوب (1997- 2006)، من تطوير وتوسيع الكورنيش، إلى أطول جدارية فنية تحكي تاريخ الإسكندرية، والتى رفع الستار عنها في 2002، ثم تأهل المحجوب بعدها ليصبح وزيرا للتنمية المحلية.


 لكن علينا هنا أن نتوقف لنتذكر، لقد حدث هذا في عهد آخر، لم تكن فيه كاميرات الموبايل بدقة 40 ميجابكسل، ولم يكن هناك منصات للإعلام سوى بضع صحف ومثلها محطات فضائية.



اليوم يخوض هاني المسيري حربا من نوع آخر، ربما تكون أكثر شراسة، فكل التفاتة وكل صورة جديدة تصير محل تعليق وتغريدة، ويبدو أنه مستمتعا بذلك اللغط الذي تثيره من حوله وسائل الإعلام والسوشيال ميديا.


ففي البداية ظهر الرجل مسيطرا على أدوات الإعلام الجديدة، وكأنه عضوا بالكونجرس الأمريكي، حيث بدأ مبكرا حملته الإعلامية حتى قبل أن يصدر أولى قراراته الإدارية، فرأيناه وهو يركب الدراجة الهوائية، وهو يشارك في ماراثون للجري بصدر عريض، وبشرة لوحتها شمس المصايف، ثم فوجئنا به يؤكد من اليوم الأول له، وقبل حتى أن يصدر أولى قراراته الإدارية، أنه حاصلا على بطولة الجمهورية في السباحة. 



الحق أن الرجل يبدو كنجوم السينما في العصر الذهبي، شعر أسود فاحم، وذقن رومانية، وجسد محارب يوناني، يذكرك بتاريخ محافظة تحمل طابع فينيقي، وفي ذات الوقت أصبحت تُكال له اللكمات الإعلامية، وركلات فيس بوك، وغمزات التغريد، وهو حتى اللحظة لا يملك إنجازا حقيقيا يسمح له بإعادة تسويق نفسه. 



 حتى موقع الويكبيديا، لا يذكر اسم هاني المسيري، كمحافظ للإسكندرية، وقد توقف عند مرحلة اللواء طارق مهدي، بينما صفحة محافظة الدقهلية على الويكبيديا، لم تغفل تحديث بياناتها لتتضمن اسم محافظها الجديد، حسام الدين إمام عبدالصمد، الذي خلف اللواء عمر الشوادفي.



  مجرد إجراء بحث سريع على محركات بحث منصات التواصل الاجتماعي، سيجعلنا نلاحظ المشهد الذي يحتله اليوم خريج جامعة كاليفورنيا وجورج تاون الأمريكية، شعبة إدارة الأعمال، هاني المسيري.



فبعد استبشار البعض بتعيين هاني المسيري، محافظا للإسكندرية، علق عدد واسع عن تلك السعادة بتناول صور المحافظ، سواء أثناء إلقاء اليمين أمام الرئيس، أو أثناء ممارسته للرياضة، والبعض تباهى به كمنافس شرعي على قلوب النساء خلفا للمتحدث العسكري السابق، العقيد أحمد محمد علي.



إلا أن البعض تفاجئ في أول حوار تليفزيوني للمحافظ، يتفاخر بأنه مدني بنكهة عسكرية، وهو ما تم تمريره في إطار التحدث عن الانضباط والكفاءة الوظيفية، ثم تفاجئ البعض الآخر بخبر أن المحافظ يحمل الجنسية الأمريكية، ويرفض التنازل عنها، أما ثالثهما فكان ظهور مكثف لزوجة المحافظ، أميرة أبو طالب، بصحبة زوجها في اجتماعات وزارية، وافتتاح بعض الوحدات المحلية، عندها سُمع صراخ وسائل السوشيال ميديا، وهي تهتف في وجه "جان" الإسكندرية: "كده كتير".



صارت اليوم حرم المحافظ محط أنظار الجميع، وأصبح لقبها هو "الهانم" خلفا لسوزان مبارك، للدرجة التي عبر عنها البعض قائلا: "الإسكندرية تدار من البيت"، فبفضل حب الظهور الذي تملكه قد أصبح اليوم في مرمى كل شبكات الإعلام، بلا استثناء، فهل يعلم اليوم مأزقه السياسي أم أنه يتجاهله؟ لأنه وببساطة، ما زاد عن الحد لا بد وأن ينقلب للضد.



ربما نشهد في الفترة المقبلة، التي تتزامن مع ذكرى مرور 100 يوم على تنصيبه محافظا للإسكندرية، فعل جاد لإعادة شحن رصيده السياسي. خاصة أن ملفات مثل جمع القمامة، وإزالة مخالفات البناء لازالت مطروحة على موائد الاجتماعات.