التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 08:26 م , بتوقيت القاهرة

أين ذهبت السفارة الإيرانية في اليمن؟

في الوقت الذي أقبلت فيه العديد من الدول العربية والغربية على نقل مقار سفاراتها من العاصمة اليمنية صنعاء، التي أصبحت تحت سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين إلى مدينة عدن جنوب اليمن، حيث وجود الرئيس اليمني عبد ربه منصور "هادي"، ظلت إيران محتفظة بسفارتها في صنعاء، رغم التهديدات التي حاقت بالسفير الإيراني، ووصلت إلى حد محاولة اغتياله، نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. 


مع بداية سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في الدولة اليمنية، أخذ قائد تنظيم أنصار الله باليمن، عبد الملك الحوثي، يطلق التصريحات بأن الحركة ليس لها أي علاقة بإيران، ولا يخدمون أجندات خارجية. 



لم تستمر نبرة هذه التصريحات بالقوة ذاتها التي بدأت بها، خاصة بعد أن استقبل مطار صنعاء، أمس الإثنين، أول رحلة جوية من طهران، رغم القطيعة التي استمرت 25 عاما. 


لجأت العلاقات الحوثية الإيرانية للصعود إلى سطح الأرض وبشكل رسمي، وهو ما ظهر من خلال زيارة وفد من كبار المسؤولين الحوثيين على متن الخطوط الجوية الإيرانية إلى طهران، وقول رئيس المجلس السياسي للحوثيين، صالح الصماد، الذي وصل طهران، "للشعب اليمني أمل كبير في أن تكون هذه الزيارة ناجحة وموفقة، وتؤدي إلى فتح آفاق جديدة من العلاقات بين البلدين اليمن وايران الإسلامية".


لكن على مستوى الموقف الإيراني مما يحدث في اليمن، فالمسؤلين الإيرانيين لم يخفوا نواياهم حيال ما يحدث في اليمن، إذ وصف الموقف الرسمي مما يدور في صنعاء، على أنه امتداد للثورة الإيرانية، وهو ما أكده القائم بأعمال السفير المصري السابق في طهران، السفير محمود فرج، حيث أشار في تصريحات لـ"دوت مصر" أن إيران، أرادت اللعب على المكشوف، وإعلان تأييدها المطلق للحوثيين، بعد أن انكشف وجهها في تحريك الأمور، مرجحا أن تكون الطائرات التي تصل اليمن محملة بالسلاح.



وتابع فرج بأنه رغم التباعد المذهبي بين شيعة إيران، لمذهب الجعفرية الإثنى عشرية، واتباع الحوثيين للمذهب الزيدي، إلا أن إيران تدعمهم بوضوح، حتى أن عبدالملك الحوثي سافر إلى إيران، وأقام هناك فترة، كي يعود لليمن، معتنقا المذهب الإثنى عشري. 


وحول مساعي إيران للتواجد في الخليج العربي، أكد محللون للشأن الإيراني، أن ذلك  يرجع لكون إيران دولة بحرية مثلها مثل روسيا، تسعى للسيطرة على المضايق البحرية، لأن جزء من استراتيجيتها، هو التواجد بالمحيط الهندي، مما دفعهم للإعلاء من شأن الحوثيين المتمردين.


وأكد المحللون أن الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، مهد الطريق لصعود الحوثيين، وأن هناك تناغما كبيرا بين الطرفين، مرجعا ذلك إلى اعتناق الأول المذهب الزيدي، الذي يدين به الحوثيون.