التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:08 ص , بتوقيت القاهرة

من أحرق القرى العربية في الحسكة بسوريا؟

يتعقد المشهد في مدينة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، بعد سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الكردية على قرى عربية، كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وإحراق القوات الكردية عشرات القرى العربية، حيث شهدت المنطقة موجة نزوج جماعي للسكان، خوفا من الوقوع بين سندان "داعش" ومطرقة النظام القوات الكردية، في وقت نفى فيه مسؤول إعلامي لدى قوات الحماية الشعبية الكردية لـ"دوت مصر"، إحراق القرى.


بدأت قوات من البيشمركة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، التقدم من شرق محافظة الحسكة "الحدود العراقية"، إلى بلدة تل حميس، مقابل تقدم للنظام وقصف على قرية تل براك "غرب"، حيث إجبار تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب إلى جنوب المنطقة، الواقعة ما بين بلدتي تل حميس وتل براك، وهي منطقة الهول.



قصف للتحالف


يقول الناشط الإعلامي في مدينة الحسكة، ماجد العبيدي، لـ"دوت مصر"، إن "قوات البيشمركة العراقية شاركت في العملية ضد تنظيم "داعش"، بدأوا التقدم من مدينة سنجار العراقية، إلى قرية إسكندرونة الحدودية، وتمكنوا من قطع خطوط إمداد التنظيم، من بلدة اليعربية حتى الهول "شرق الحسكة"، في مقابل تقدم النظام من جهة الغرب نحو بلدة بير حلو "تل براك". وتمكن من إخراج عناصر التنظيم نحو قرى بلدة الهول المقابلة لبلدتي بير حلو "تل براك" وتل حميس، تحت قصف جوي من قبل قوات التحالف".


ويضيف، "قوات النظام السوري والميليشيات الكردية وضعوا تنظيم داعش في المناطق المذكور، بين (فكي كماشة) الأمر الذي اضطره للانسحاب بدون مقاومة من بعض المناطق".



إحراق القرى العربية


ويتحدث العبيدي عن عمليات إحراق القرى العربية بعد انسحاب داعش، "أحرقت ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي ما يقارب 32 قرية عربية، ضمن عملية ثأر أطلقتها الميليشيات الكردية لمقتل 100 من عناصره، في بداية العام 2014 إثر كمين محكم نصبته قوات المعارضة السورية في بلدة الحسينية بتل حميس، حيث حاول الأكراد اقتحامها في تلك الفترة".



وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الحملة التي تشنها مجموعات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" حملة التهجير، وحرق عدد من المنازل في عدة قرى في "تل حميس" في منطقة القامشلي شمال الحسكة.


وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي احتراق قرى في محافظة الحسكة، بوجود عناصر من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي.



آلاف النازحين


وأضاف العبيدي، "قرية الحسينية في تل حميس، بعد حرقها وتدمير بيوتها بشكل كامل، تم جمع بقايا البيوت الطينية والإسمنية على شكل تلة، وتم تسميتها باسم سوزان، نسبة إلى أحد قتلى الميليشيات الكردية"، مشيرا إلى أن سكان قرى سليمة وخزاعة وتميم القريبة من تل حميس حاولوا العودة اليوم إلى قراهم، فتم طردهم وتهديدهم من قبل الميليشيات الكردية بالقتل والاعتقال، حال عودتهم مرة أخرى، حيث بلغ عدد النازحين من هذه المناطق 20 ألفا من العرب.


وقال العبيدي إن 7 آلاف مدني نزحوا من بلدة الهول وريفها نزحوا إلى بلدات الشدادي والعريشة، ومدينة الرقة وريف دير الزور، بسبب القصف من قبل قوات النظام.



دفع الجزية


فيما يخص بلدة تل تمر والواقعة شمال غرب مدينة الحسكة، يقدم العبيدي شرحا لـ"دوت مصر" عن تفاصيل الاشتباكات الدائرة فيها، ويقول، "الاشتباكات في تل تمر مستمرة بين ميليشيات الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية، خصوصا في قريتي الأغيبش العربية وتل شمران الآشورية، وبالنسبة لقضية اختطاف تنظيم داعش لآشوريين، تعود لمسألة دفع الجزية، وأطلق مؤخرا 21 منهم، بسبب تعهدهم بدفع الجزية والتي تبلغ 7000 ليرة سورية سنويا (ما يعادل 30 دولارا تقريبا)، لكن بالنسبة للمسلحين من اللجان الشعبية الآشورية المسلحة والمكونة من (حرس الخابور والمجلس الآشوري)، لن يقوم بإطلاق سراحهم".


وكشف العبيدي أيضا تهديد قائد الميليشيا الأزيدية في سنجار، قاسم ششو، بحرق القرى العربية السورية على الحدود مع العراق.



لم نحرق القرى


في الجهة المقابلة، ينفي المسؤول الإعلامي لحزب الأتحاد الديمقراطي  PYD في أوروبا، نواف خليل، لـ"دوت مصر" إحراق القرى.


وذكر خليل، "لماذا نحرق القرى العربية وشباب عشيرة شمر العربية يشاركون معنا في قتال تنظيم داعش، من يقوم بهذه الدعاية هو تنظيم داعش نفسه، لذلك وحدات الحماية الشعبية لا تحرق القرى، ماذا نستفيد من إحراق القرى، لماذا حتى نعتدي على المدنيين، خاصة أنه شباب ومقاتلين عرب (قوات الصناديد) تشاركنا في القتال، أنا أسأل هل داعش عندما تخرج من قرية سيحترمون القيم الإنسانية ويتركون القرية بأمان وعمران".


ويضيف خليل، "بالنسبة للبيوت المحترقة هناك أيضا قصف لطيران للتحالف، ومن الطبيعي أن يؤدي القصف لإحراق المنازل".



وعيد بالمحاسبة


وأكد أن "أي قوة على الأرض تنتهك حقوق الإنسان سيتم محاسبتها، وأي عضو من وحدات حماية الشعب الكردية أقدم على ارتكاب أي عمل يتنافى مع مبادئ الإنسانية سيتم عقابه، المنطقة مفتوحة للصحفيين من أجل أن يتأكدوا بأننا لم نقم بأي عمل تخريبي".


وحول منع النازحين العرب في الحسكة من الدخول لقراهم بعد خروج تنظيم "داعش"، برر خليل بالقول، "عشرات الشهداء سقطوا في كوباني، بسبب عدم التزامهم بتعليمات قوات حماية الشعب، عادوا لبيوتهم وانفجرت بهم مفخخات تركها التنظيم في المدينة.. في كوباني أكثر من 365 قرية محررة، وأهاليها ما زالوا يعيشون في المخيمات في ظروف صعبة.. حذرنا عشرات المرات من العودة سريعا لهذه القرى، نحن نقوم بعملية تمشيط، ليس لنا عمل في المناطق العربية ولا فائدة لدينا من البقاء فيها".