التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:24 ص , بتوقيت القاهرة

صورة| رسالة آخر سلطان عثماني لشيخه الصوفي بعد خلعه

أكد رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، الشيخ علاء أبو العزائم، أن الدولة العثمانية كانت دولة صوفية، وأن ملوكها كانوا خاضعين روحيا لمشايخ الطرق الصوفية، خاصة الشاذلية والنفشبندية.


ودلل أبو العزائم، فى تصريح لـ"دوت مصر"، على انتماء السلاطنة العثمانيين إلى الصوفية بموقفين، الأول تربية شيخ النشبندية شمس الدين آق للسلطان محمد الفاتح، الذي قام بفتح القسطنطينية وتحقيق نبوءة رسول الله، والثاني رسالة السلطان عبدالحميد الثاني آخر السلاطنة العثمانيين إلى شيخه شيخ الطريقة العلية الشاذلية.


ونشرت مجلة "الإسلام وطن"، لسان الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، نص رسالة السلطان عبدالحميد إلى شيخه محمود أبو الشامات، وإليك نصها:


رسالة عبدالحميد لشيخه


أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبل يديه المباركتين راجيا دعواته الصالحة، بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مارس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.


سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارا، وأعرض أنني مازلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.


بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:


إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني، بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم، اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة.


إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا عليّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة، فلسطين، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيرًا وعدوا بتقديم مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا.


وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: (إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا، فضلا عن مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا- فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة، فلن أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا). وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى سلانيك، فقبلت بهذا التكليف الأخير.


هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين. وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع الهام، وبه أختم رسالتي هذه.


ألثم يديكم المباركتين، وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي. سلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.


يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما، ونحيط جماعتكم بذلك علما أيضا.