التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:54 ص , بتوقيت القاهرة

محلب تعليقا على تدمير آثار العراق: هذا هو الفارق بين من يدرك قيمة تراث وطنه

شهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم فعاليات إعادة افتتاح متحف الأمير محمد على بالمنيل أمام حركة الزيارة المحلية والعالمية، وذلك بعد  الانتهاء من مشروع الترميم الخاص به، والذي بدأته وزارة الآثار عام 2005  حماية لهذا الكنز المعماري  الفريد ، وذلك بحضور الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، وعدد من الوزراء والمحافظين، وسفراء الدول.



 وقال وزير الآثار: يعد إعادة افتتاح المتحف أمام حركة الزيارة خطوة جديدة نحو تحقيق خطة وزارة الآثار الموسعة في مجال حماية التراث الأثري، وفتح المزيد من المزارات والمتاحف المصرية والتي تجذب الجمهور المحلي والعالمي  لزيارتها والتعرف على ما تحويه من معالم وكنوز هائلة  تشهد على عبقرية الحضارة المصرية  بمختلف عصورها.
وأشار وزير الآثار في بيان صحفي اليوم؛ إلي أن هذا المتحف الأثري يعد تحفة معمارية في حد ذاته تنقل لزائريه طبيعة حياة الأمراء في تلك الحقبة من تاريخ مصر بمختلف تفاصيلها، كما يؤكد على اهتمامهم بشتى أشكال الفنون، داعيا الجمهور بمختلف فئاته العمرية والمجتمعية لزيارته للتعرف على ما يتضمنه من طرز معمارية فريدة، وما يستعرضه من مقتنيات أثرية وتحف نادرة حرص على جمعها الأمير من بلدان مختلفة ما دفعه إلي التوصية بتحويل مقر إقامته إلي متحف مفتوح بعد وفاته.



هذا وقد اشتمل مشروع الترميم، كما يقول الوزير، على إجراء أعمال الترميم المتكامل لجميع بيانات القصر، بالإضافة إلي إعادة تركيب السقف الأثري بسراي العرش احد أهم قاعات القصر، والذي كان قد سقط نتيجة لعوامل الزمن، واشتمل المشروع أيضا على إنشاء مبنى إداري جديد يضم معملا مجهزا لأعمال الترميم الدقيق، وقاعة للمحاضرات، وأخرى لعرض المنسوجات.
واضاف: قام فريق مرممي المتحف بتنفيذ أعمال الترميم الدقيق والتي اشتملت على أعمال تنظيف اللوحات والزخارف وترميم المقتنيات الأثرية التي يضمها المتحف من المنسوجات والأخشاب والخزف والمعادن المختلفة.



 ويتكون المتحف من عدد من السرايا والقاعات التي حرص الأمير على الإشراف على تنفيذها بنفسه كما كان لكل منها غرض محدد، وهي قاعات الاستقبال والإقامة والعرش والقاعة الذهبية، بالإضافة إلي احتواء القصر على متحف خاص بناه الأمير محمد على ليضم ما يحويه قصره من مقتنيات نادرة ترجع إلي الأسرة العلوية ككل، بالإضافة إلي متحف الصيد وحديقة القصر التي  تعد متحفا نباتيا في حد ذاتها، نظرا لما تضمه من نباتات نادرة حرص الأمير على جلب عدد كبير منها من بلدان مختلفة مغايرة للبيئة والمناخ المصري.



ويذكر أن الأرض المقام عليها القصر كانت ملكا للأمير مصطفى باشا فاضل،  والأمير احمد باشا رفعت، اللذين باعا ممتلكاتهما إلي الخديوي إسماعيل الذي اسقط ممتلكاته بجزيرة الروضة للسيد الوي ماري جوزيف، وفي عام 1888 تنازل الدوق ادمون عن ممتلكاته إلي احد رعايا دولة فرنسا، ويدعى جان كلود ارشيد، وفي عام 1902 اشترى الأمير محمد على جميع ممتلكات السيد ارشيد، حتى بدأ الأمير في بناء قصره عام 1903 واستمرت أعمال التشييد حتى عام 1907.
وخلال الافتتاح تم عرض فيلم يوضح تاريخ القصر، منذ إنشائه، وما يحويه من مقتنيات، وقام رئيس الوزراء ومرافقوه بجولة فى انحاء المتحف.
واشاد المهندس ابراهيم محلب بأعمال الترميم التى تمت،لافتتاح المتحف مرة اخرى، مشيرا الى ان مصر تمتلك ثروات من التراث، ونحن نعمل حاليا على اعادة اكتشاف هذه الكنوز، والاستفادة بها، حدث ذلك فى القاهرة التاريخية، وشارع المعز، ومنطقة الاهرامات، كل هذه الاماكن يتم تطويرها، واعادتها لمظهرها الحضارى الفريد.
وطلب المهندس ابراهيم محلب من وزير الآثار استغلال الحديقة الرائعة للقصر الاستغلال الامثل، لتكون مزارا هى الاخرى.
وفى تعليقه على ما حدث من الارهابيين مؤخرا فى آثار العراق، قال محلب: هذا هو الفارق بين من يدرك قيمة تاريخ وتراث وطنه، بل والتراث الانسانى، وبين من يمثلون التتار الجدد فى هذا العصر، داعيا الله ان يحفظ مصر وشعبها دائما وابدا، من كل سوء.