حوار| خالد عمارة: خلافنا مع إيران ليس أيديولوجيا وننتظر تغير مواقفها على الأرض
توترت العلاقات المصرية الإيرانية منذ 30 عاما الماضية إثر توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ثم دعم مصر للعراق في حربه ضد إيران كما جاء ذلك على خلفية اتهامات لإيران بدعم الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وهو ما تجدد في الوقت الحالي بعد دعمها لجماعة الحوثيين في اليمن.
لم يكن هذا هو الخلاف الأول بين مصر وإيران فرغم العلاقات القوية والتعاونية التي وصلت إلى حد المصاهرة بين الأسرة العلوية في مصر والبهلوانية في إيران إلا أنها تحولت إلى عداء عقب قيام ثورة يوليو 1952 وتبني المشروع القومي الناصري سياسات مضادة للتوجهات والمصالح الإيرانية.
وحول تطورات العلاقات المصرية الإيرانية والمشاركة الإيرانية في مؤتمر مصر الاقتصادي، كان هذا الحوار مع رئيس بعثة المصالح المصرية في إيران السفير خالد عمارة.
كيف تصف العلاقات الحالية بين مصر وإيران؟
العلاقات قائمة، والجانب الإيراني لديه رغبة في حوار أوسع مع الجانب المصري وهناك محاولات لأن يكون هناك فرص متعددة لإقامة حوار بين البلدين والجانب المصري يتعامل مع إيران على أسس مواقفها على الأرض وهو ما يبني العلاقات بين الدول وليس وفقا لبياناتها الرسمية تجاه مصر والوطن العربي، حيث بلغنا الجانب الإيراني أن يكون هناك أفعال على الأرض سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو على المستوى الإقليمي.
هل يمكن القول إن الخلاف بين مصر وإيران هو خلاف أيديولوجي؟
لا يمكن القول بذلك، ولا نتدخل في الشأن الداخلي في اختيار النظام السياسي لأي دولة ونحن نحترم هذا الخيار وهم يحترمون اختيارات الشعب المصري، والخلاف بعيد عن الفكرة الإيديولوجية، فالخيارات المصرية تبنى على تحقيق المصالح المصرية أولا، ثم تحقيق المصالح المشتركة مع أي دولة وليس الفكر الأيديولوجي.
وهل مصلحة مصر لا تقتضي توطيد العلاقات مع إيران؟
إذا وجدنا أي مجال فيه مصلحة حقيقية لتوطيد العلاقات مع إيران فسوف نقوم بذلك بقوة، فهذه هي الفلسفة الأساسية للسياسة الخارجية المصرية ولا يوجد هناك أي إعادة نظر في هذه الفلسفة في كافة علاقات مصر الخارجية ومن بينها العلاقات المصرية الإيرانية، ولو ارتأت مصر وجود مصلحة سياسية أو تجارية فإن إعادة النظر في العلاقات المصرية الإيرانية سيكون محلا للدراسة.
وهل ترى اختلافا في العلاقات المصرية الإيرانية بعد تدخل الأخيرة في الصراع اليمني الحالي؟
أبلغنا الجانب الإيراني في اتصالاتنا المستمرة به أن مصر تريد من إيران أن تلعب دورا إيجابيا في استقرار المنطقة العربية بشكل عام بما فيها اليمن وغيرها من الدول العربية حتى لا تكون الساحة العربية ميدانا للمواجهات والحرب بالوكالة وأي نوع من الاصطفاف الطائفي في أي دولة.
وهل قدمت مصر دعوة لإيران للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي؟
حتى الآن لم تقدم البعثة الدعوة للجانب الإيراني لحضور المؤتمر الاقتصادي ولكن من الممكن أن تكون هناك دعوات من خلال قنوات أخرى ولكن لسنا على علم بأي دعوة وجهت لإيران.
وما موقف الجانب الإيراني من مؤتمر مصر الاقتصادي؟
الشركات الإيرانية وكذلك الحكومة لم تبلغنا برغبتها في المشاركة في هذا المؤتمر.
ما الأسباب المباشرة لعدم دعوة إيران للمؤتمر؟
أنا لست الجهة المسؤولة عن هذه الدعوات ولكن يمكن القول إن العقوبات المفروضة على إيران ضمن تلك الأسباب والتي لها تأثير مباشر على الأوضاع الاقتصادية والتجارية في إيران.
وماذا عن التبادل التجاري بين مصر وإيران؟
وفقا للبيانات الإيرانية في العام الماضي وصل التبادل التجاري بين مصر وإيران إلى 500 مليون دولار وإيران تحت عقوبات دولية ما يجعل مسائل التعاملات التجارية معقدة، كما أن هذه الأرقام يصعب التحقق منها بالكامل.
وما عوائق عودة العلاقات بين مصر وإيران في الوقت الحالي؟
العلاقات قائمة بالفعل بين مصر وإيران ومفهوم عودة العلاقات هو مفهوم خاطئ وغير دقيق، حيث إن البعثة الدبلوماسية موجودة بالكامل إنما الحديث يدور حول مستوى العلاقات وهو ما سيتحدد في الوقت المناسب.
هل ترتبط العلاقات المصرية الإيرانية بتسوية خليجية كما يشاع؟
غير صحيح.
ما رأيك في التمدد الإيراني في الوطن العربي كاليمن وسوريا ولبنان وغيرها؟
إيران دولة كبيرة في المنطقة ويجب أن تتوجه سياستها بدعم الاستقرار والأمن في المنطقة وهو نفس ما نطلبه من الدول الإقليمية الكبيرة التي لديها مسؤوليات حيوية في المنطقة، وعليها أنا تأخذ جانب الأمن والاستقرار في الاعتبار وإيران ضمن هذه الدول.
هل الملف النووي هو سبب العزلة السياسية التي تشهدها إيران في الوقت الحالي؟
لست في موضع للتعليق على عزلة إيران إلا أنها تتفاوض مع مجموعة دول "5 + 1" حول الملف النووي، ونأمل أن تتوصل هذه المفاوضات إلى أوضاع مستقرة في منطقة الشرق الأوسط بالكامل وأوضاع جيدة بين إيران ودول الجوار.