فورين بوليسي: إسلامي أمريكي وراء الهجمات الإرهابية في مصر
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الجماعات الجهادية التي ظهرت في مصر مؤخرا تتبع دعوات إسلامي أمريكي، يدعى شهيد كينج بولسن، وهو الذي دعا المصريين من اسطنبول لإجراء هجمات على مقرات كنتاكي والبنوك وشركات الهواتف، داعيا للهجوم على المصالح التجارية للجيش، بدلا من الهجوم على نقاط التفتيش الأمنية.
وشرحت المجلة كيف أصبح هذا المتطرف الأمريكي، مصدر وحي لجيل جديد من المقاتلين الإسلاميين في مصر، مشيرة إلى أنه منذ بداية العام الجاري أصبحت الشركات المتعددة الجنسيات والبنوك الأجنبية وشركات الهواتف الأهداف الأخيرة للمعركة بين الإسلاميين والنظام المصري.
وشهدت بداية شهر فبراير الهجوم على مقر لسلسلة كنتاكي، بالتزامن مع تفجيرات منسقة في وسط القاهرة، ارتكبتها جماعات تطلق على نفسها "حركة المقاومة الشعبية" و"العقاب الثوري"" والتي تشكلت من خلال الشباب الإسلامي الساخط الذي لا يرغب في تحمل الوضع الراهن، وكذلك لا يرغب في الانضمام إلى المنظمات الجهادية التقليدية، وهذه الجماعات تؤيد العنف على مستوى منخفض كوسيلة لإسقاط النظام المصري.
وتساءلت المجلة: لماذا هذه الجماعات تركز هجماتها على الشركات المتعددة الجنسيات؟ ولماذا يعتقد الإسلاميون أن حرق كنتاكي سيساعد على الإطاحة بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ كثير من الأجوبة حيال هذا التوجه ترتبط بمنظّر جديد للجماعات الإسلامية التي تزدهر في مصر، وهو المتطرف الأمريكي شهيد كينج بولسن، فحينما ارتكبت حركة المقاومة الشعبية عمليات التفجير، استخدمت شعارات شعبية وضعها بولسن.
من هو بولسن
ولد بولسن في كولورادو في عام 1971، وخلال طفولته شعر بمأساة غياب العدالة الاجتماعية والفجوة بين الفقراء والأغنياء في أمريكا، وبعد قراءة لكتب مارتن لوثر كينج وغاندي، درس بولسن العلوم السياسية، وأصبح جزءا من العديد من المشاريع الاجتماعية، حتى تحول إلى الإسلام عام 1997 بسبب رؤيته سخاء هذا الدين تجاه الفقراء.
ويعمل بولسن في الوقت الحالي على ربط وجهات نظره المناهضة للرأسمالية وعقيدته الدينية الجديدة، وهو ما ظهر في كتاباته في الفترة بين 1999 و2001، وفي عام 2001، انتقل بولسن للعيش في مدينة آن أنبور، في ميتشيجن، وسط الجالية الإسلامية، كما قام بإنشاء إذاعة IANARadio وهي إذاعة تقدم أخبار إسلامية ولها موقع بنفس الأسم.
وفي مارس من 2003، وبعد إدعاءات بأن مكتب التحقيق الفيدرالي يلاحقه، انتقل بولسن وأسرته للعيش في الإمارات، لكنه شعر بالاكتئاب بعد ان اعتقد أنه يمكن أن تتحول مدينة دبي إلى يوتوبيا إسلامية، لكنه تعرض للسجن بعد ذلك بسبب اشتباه الشرطة في ترتيبه لقتل مواطن ألماني، وخلال فترة السجن، تحول بولسن إلى إمام، وأطلق مسابقة القرآن، وأصبحت قصة حياته متداولة في العديد من المنتديات الإسلامية وأطلق متعاطفون موقع لمنحه العفو.
انتقاله إلى تركيا
في أكتوبر 2013، وبعد خروجه من السجن، انتقل بولسن سريعا إلى تركيا ومن هناك بدأ ينشر أفكاره في البداية على صفحته على فيس بوك، وأصبح سريعا شخصية شهيرة، بعدما بدأ شيخ سلفي مصري شهير (محمود فتحي) بالدعوة إلى أفكاره.
وفتحي هو قائد سلفي ومؤسس حزب الفضيلة عقب ثورة 2011، لكنه اضطر للهرب إلى تركيا، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وبدأ من هناك الدعوة إلى استخدام العنف ضد النظام الجديد، من خلال الحث على قتل الجنود وضباط الشرطة، وخلال مدة قليلة التقى فتحي وبولسن، ولكن الشيخ المصري كان يفتقد النظرية لإسقاط السيسي، لذا فقد وجد في بولسن الذي درس العلوم السياسية والملم بخيوط الأناركية العالمية مبتغاه.
استراتيجية بولسن لمحاربة الحكومة المصرية
وتابعت المجلة بالقول أن بولسن وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع النظام المصري، وهي مهاجمة الشركات المتعددة الجنسيات، ووضع تكتيكات محددة. وفي مايو 2014، ظهر بولسن لأول مرة عبر فيديو يشرح خلاله الوضع في مصر، وخلال الفيديو وصف نفسه كمحلل لمنظمة "الحملة العالمية لمكافحة العدوان"، ثم وجه رسالة للإسلاميين الثوريين في مصر: "البرنامج النيو ليبرالي أكثر خطورة على المدى البعيد على مصر والحركة الاسلامية، أكثر من كونه خطيرا على الرئيس عبد الفتاح السيسي".
ودعا لحملة شاملة لاستراتيجية تعطيل وإحداث خلل بالشركات المتعددة الجنسيات، حتى توقف دعمها للسيسي، وقدم بولسن هذه الاستراتيجية بأنها لا تقتصر على مصر فقط، ولكن في أي مكان يوجد به تمرد إسلامي.