الحكم بالسجن المؤبد الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث مكتب الإرشاد"، أصبح هو أول حكم قضائي يصدر ضد نائب مرشد جماعة الإخوان، خيرت الشاطر، بينما واجه قيادات أقل شأنا في الجماعة في الجماعة أحكاما أكثر وأشد قسوة.

في 5 يوليو 2013 ألقي القبض على محمد خيرت الشاطر، في منزل شقيقه بمدينة  نصر، بعدها تم اقتياده إلى سجن طرة، لتبدأ سلطات التحقيق استجوابه في قضيتين فقط هما "أحداث مكتب الإرشاد" و"التخابر"، رغم منصبه الكبير داخل الجماعة، فلماذا كان ذلك؟.

 لا يهين القضاء

الشاطر أيضا لم يصدر ضده أي أحكام خاصة بإهانة القضاء، حيث اعتاد التزام الصمت والهدوء داخل قفص الاتهام الزجاجي سواء أثناء محاكمته في قضية التخابر في أكاديمية الشرطة، أو أثناء عقد جلسة محاكمته في معهد أمناء الشرطة في قضية "الإرشاد".

الشاطر يواجه اتهامات بالتخابر مع عناصر من حماس وحزب الله اللبناني وعدد من الجهات الأجنبية منذ عام 2006، وذلك بغرض إسقاط الدولة المصرية، ومنح جماعة الإخوان حكم البلاد.

 إشارة "رابعة" تكفي

الشاطر اعتاد خلال جلسات محاكمته على الاكتفاء برفع إشارة "رابعة"، أو الكلام في أحاديث جانبية مع قيادات الإخوان في قفص الاتهام، وعلى الأخص رئيس مجلس الشعلب المنحل والقيادي الإخواني، سعد الكتاتني.

 الإنكار سيد الموقف

خيرت الشاطر أحيل إلى محكمة الجنايات في قضية "مكتب الإرشاد" بناء على قرار من النائب العام بعد 28 يوما من عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، من منصبه، وذلك بتهمة التحريض على القتل والشروع في قتل المتظاهرين الذين خرجوا مساء يوم 30 يونيو للتظاهر ضد حكم مرسي، أمام مكتب الإرشاد.

 وخلال تحقيقات النيابة، أنكر الشاطر جميع الاتهامات الموجهة له، مشددا على أن القتل يختلف مع طبيعته وعقيدته وما يؤمن به من حرمة الدم، كما أشار إلى أن الزج باسمه في القضية جاء في الإطار السياسي الذي شهده البلاد عقب عزل محمد مرسي من حكم مصر.

 يذكر أن الأجهزة المعنية سمحت بنقل خيرت الشاطر لمستشفى قصر العيني منذ أسبوعين، لإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية خاصة بالقلب، وذلك عقب شعوره بحالة إعياء.

 أسرة الشاطر.. سجون ومنع من السفر

في ديسمبر الماضي ألقت قوات الأمن القبض على زوج ابنة خيرت الشاطر في مطار القاهرة، عقب عودته من دولة قطر، وأحيل إلى نيابة أمن الدولة التي أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق لاتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون، والتحريض على أحداث العنف التي تشهدها مصر.

 كما منعت سلطات مطار برج العرب بالإسكندرية في أكتوبر الماضي، ابنتي القيادى الإخواني، مريم وفاطمة الزهراء، من السفر، وذلك أثناء محاولتهما السفر إلى دولة البحرين.

محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر وشهرته خيرت الشاطر، وهو مهندس مدني ورجل أعمال، استبعد من الترشح في انتخابات الرئاسة، ليخلفه محمد مرسي مرشحا للإخوان أمام أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، ويفوز مرسي قبل عزله في 30 يونيو بعد مظاهرات شعبية.