السيسي للشرق الأوسط: سقوط مصر = سقوط المنطقة
وصف الرئيس، عبد الفتاح السيسي، العلاقة بين مصر والسعودية بأنها ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المسؤولين في البلدين مدركون لهذا الأمر المتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه.
وقال الرئيس في حوار مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية، إن مصر لن تنسى مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المشرفة، منذ تطوعه في الجيش المصري أثناء حرب العدوان الثلاثي، وكذلك مواقفه المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973، مبينا أن مصر حريصة على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع العاهل السعودي.
واعتبر الرئيس في الحوار الذي نشر اليوم على موقع الصحيفة السعودية، أن سقوط مصر هو سقوط للمنطقة بأكملها لـ50 سنة على الأقل، مشيرا إلى أن مصر لم تصمد بعدما دفعت ثمنا اقتصاديا وأمنيا بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، إلا بوقوف السعودية والإمارات والكويت بجانبها.
وأكد الرئيس حرصه على التحرك الجماعي لتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب، وأوضح أنه سيجري مباحثات هامة، خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض المقررة غدا الأحد، مشيرا إلى التطرق لكل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، كما سيناقش مع الملك سلمان التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب.
وأجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سؤال رئيس تحرير الصحيفة، سلمان الدوسري، والخاص بعودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد المصري من جديد، فقال، إن هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام، وما يرتضيه ويوافق عليه سأنفذه، مضيفا أن هناك حالة غضب وألم مصرية من الإخوان.
وقال الرئيس إن مصر تجاوزت فكرة التوريث، ولا مكان للعودة إلى القديم بكل أشكاله، وهناك واقع جديد تشكل في وجدان الناس، وكل ما تم تداوله بشأن التوريث أصبح حلما صعب المنال، بل يستحيل حتى التفكير فيه، مضيفا "المهم أن يكمل الرئيس ولايته الرئاسية".
وفيما يخص العلاقة مع قطر وتركيا، قال الرئيس إن مصر لم يصدر منها أي تصريح فيه إساءة ضد أي من الدولتين، مستدركا أن القاهرة لا تزال ملتزمة باتفاق الرياض التكميلي، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير، مشيرا إلى أنه اعتذر لأمير قطر على هامش مشاركتهما في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بسبب إساءة بعض وسائل الإعلام لوالدته الشيخة موزة، لأنه لا يقبل الإساءة ليس فقط لأي امرأة قطرية أو عربية بل لأي امرأة في العالم.
وأوضح أن العلاقات بين مصر والخليج تقوم على أربعة محاور مهمة، العنصر الأول: هو أن أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والعنصر الثاني فهو أن أمن الخليج خط أحمر، والعنصر الثالث، هو مسافة السكة التي تحدثت عنها سابقا، فيما يرتكز العنصر الأخير على إنشاء قوة عربية مشتركة، مؤكدا في الوقت ذاته أن مسافة السكة من دول الخليج ما زالت كما هي ولم تتغير، حسب ما ذكرته الصحيفة اللندنية.