فيديو| الجحيم في سوهاج اسمه "الأنبوبة".. بـ100 جنيه و"مش موجودة"
ثلاث ليال قضاها أهالي قرية الجيارين بسوهاج في البرد القارس، ينتظرون توزيع اسطوانات البوتاجاز، كانت كفيلة بأن تجعل شاب في العقد الرابع من عمره، يقدم على الإضراب عن الطعام، بعد أن اضطر هو وأسرته للمبيت في الشارع، انتظارا لاستبدال الاسطوانة، في ظل وعود من تموين طهطا، بأن التوزيع سيتم بين لحظة وأخرى في الليل أو النهار.
استقبل مستشفى طهطا العام، شابا بدون عمل، مضربا عن الطعام، وتم حجزه داخل قسم الباطنة، لتضرره من مسئول تموين طهطا، لعدم صرفه حصة البوتاجاز، بموجب كوبونات موجودة معه.
كان مساعد الوزير، مدير أمن سوهاج، اللواء إبراهيم صابر، قد تلقى بلاغا من قسم شرطة طهطا، يفيد بدخول شاب فى إضراب عن الطعام داخل مستشفى طهطا العام، بدائرة القسم.
وعلى الفور انتقل إلى مكان الواقعة، رئيس فرع بحث الشمال، العميد عمر الخطاب، وضباط وحدة مباحث القسم، والتقوا بـ"إيهاب أحمد عبد الحليم أحمد"، 35 عاما، حاصل على دبلوم ثانوي صناعي، ويقيم بشارع الجيارين دائرة القسم، وبسؤاله عن سبب إضرابه، أكد تضرره من محمد محروس، مسؤول إدارة تموين طهطا، لعدم صرف عدد 300 كوبون اسطوانات بوتاجاز، الحصة المقررة له، وتم إسداء النصح للشاب، للعدول عن إضرابه، إلا أنه رفض.
التقت "دوت مصر" مع الشاب المضرب عن الطعام، إيهاب أحمد، والذي أكد أنه لم يفعل إلا الصواب، خاصة بعد أن حاصرته أعين أقاربه الذين شاركوه في المبيت بالشارع لثلاث ليال، وسط وعود متكررة، لم تجد للحقيقة سبيل، إلا بعد إضرابه عن الطعام.
وقال، إنه لم يجد طريقا للحصول علي اسطوانات البوتاجاز، التي يتحمل مسئوليتها أمام أقاربه وجيرانه، إلا الإضراب، موضحا أنه قام بتجميع الاسطوانات، بناء على وعد مفتش التموين، المسئول عن توزيع البوتاجاز بالمنطقة، وانتظر 3 أيام كاملة، للحصول عليها دون جدوى.
وأضاف منصور حنا، ناظر مدرسة، وأحد سكان الجيارين أن ثقة الناس في إيهاب كانت عالية، ولم يقصر مع أحد في تسليم اسطوانة البوتاجاز، ويكمل جاره علي أبودنقل بأن إيهاب قضى الليالي الطويلة يحرس الاسطوانات، وفي النهار يذهب إلى المسئولين في محاولات مضنية لإحضارها.
وبنبرة مملوءة بالحزن، قالت سعاد، ربة منزل من الجيارين: "الانبوبة وصلت 100 جنيه في السوق السوداء، في معظم مراكز سوهاج، ويضيف عزت لطفي أنه رغم ارتفاع أسعار البوتاجاز في السوق السوداء، إلا أنه من الصعب الحصول عليها.
ويتناول محمد حسن أطراف الحديث قائلا: "التموين يمنح كل أسرة مهما كان عدد أفرادها اسطوانة واحدة فقط، مشيرا إلي أنه للحصول علي اسطوانة بوتاجاز، يضيع اليوم.
ومن جانبه، أكد مدير تموين طهطا أن تأخر وصول البوتاجاز، هو السبب الحقيقي للأزمة، مشيرا إلي عدول إيهاب عن الإضراب بمجرد زيارته بالمستشفى، ومؤكدا أن هناك حرصا من تموين طهطا، على توفير الاسطوانات للمواطنين، مشيرا إلى أن طهطا بها غاز طبيعي في بعض المناطق، ورغم ذلك، فالأهالي يطالبون باسطوانات للسخانات، مما يزيد الأمور صعوبة، لأن التموين مطالب بتوفير الغاز للبوتاجازات وليس للأسرة التي لديها غاز طبيعي.