فيديو| الكفن ينهي الثأر لسيدة قتلتها "طوبة" في الصف
بعد صراع بدأ منذ ما يقرب من عام ونصف بين عائلتي "أبو سنه" و"أبووتاب" بمركز الصف في الجيزة، استطاع عدد من المحكمين العرفين عقد التصالح بينهما، بأحد ديار الخبير الأمني"علاء عابد" بمركز الصف، وإجراء مراسم تسليم الكفن.
كانت إحدى السيدات بعائلة "أبوسنة" قد قتلت، على يد أحد أفراد عائلة "أبووتاب"، بـ"طوبة"، وسط حالة من المناوشات بينهم في شوارع قرية "الودي".
حضر مراسم تسليم الكفن بين العائلتين عدد من الفنانين والخبراء الأمنيون، وعلماء وشيوخ من الأزهر والأوقاف، وأعضاء مجلس شعب سابقين ومحتملين.
خرج أخو القاتل من عائلة "أبووتاب"، حاملا الكفن، وسلمه لأحد كبراء عائلة "أبوسنة"، أول أمس الأربعاء، وسط تعالي هتافات أفراد العائلتين "الله أكبر الله أكبر"، وتعهدت عائلة "أبوسنة" كتابيا بعدم الأخذ بالثأر، كما وقع أطراف من العائلتين على دفع مبلغ 500 ألف جنيه إذا ما تجدد الخلاف بينهما.
الصلح خير
بعد تسليم الكفن جلس أفراد العائلتين يتناولون أطعمة فاخرة، وأثناء ذلك تحدث "دوت مصر" مع عدد من أفراد عائلة "أبوسنة"، التي تنتمي إليها القتيلة "سامية.ع".
يقول "مصطفى أبو سنة": "أنا بشكر كل من ساهم في مؤتمر الصلح بيننا، من قريب أو بعيد، بعد مشاورات للصلح دامت لما يقرب من 4 أشهر، والصلح خير مهما كانت أسباب التناحر".
سبب الثأر بين العائلتين يرجع إلى خلافات جيرة بين بنت عمنا وشخص يدعي "سيد" من العائلة الأخرى، التي تعنتت في شروط الصلح، ولكننا لم نفضل الصراع معهم؛ لأننا أهل خير ولا نستطيع الضرر بأي شخص في القرية، وسمعتنا مشهورة بالطيبة"، هكذا قال مصطفى.
عن كيفية وفاة المجني عليها يقول قريبها: كنا نواجه السيئة بالحسنة من عائلة "أبووتاب"، حتى تصاعدت حدة المناوشات بيننا، وحشد الجاني أقاربه على سبب وهمي ليس له أساس من الصحة، ما أدى إلى حدوث مشاجرة بالـ"طوب" في شوارع القرية، فأصابت إحداها رأس المجني عليها، وتوفيت بالمستشفى بعد أيام من وقوع المشاجرة، متأثرة بجرحها.
زوج المجني عليها، "عتمان أبوسنة" يقول: أشعر براحة نفسية لا حدود لها، بعدما تسلمت الكفن، وسط حضور عدد كبير الفنانين والعلماء والمشايخ "أنا عمري ما فكرت في يوم أخذ تاري بالدم لأن القانون لازم يأخد مجراه، بس للأسف لغايت وقتنا هذا ما طلعش حكم على المتهم بالقتل".
اذهبوا فأنتم الطلقاء
يقول أحد أقارب عائلة أبوسنة، الشيخ فؤاد حمدي، إن موقفهم من عائلة "أبووتاب" يشبه موقف النبي محمد من كفار قريش في فتح مكة، حين سامحهم وعفى عما فعلوه به وأصحابه، وقال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، مشيرا إلى أن عائلتهم لقبت باسمها لما أشيع عن تدينها فأطلق عليها في البداية "آل سنة" ثم تطورت لـ"أبوسنة".
"دوت مصر" سأل الشيخ فؤاد: وماذا لو رفضت عائلة "أبووتاب" تقديم الكفن؟
فرد قائلا: "والله لو لم يكن ذلك قد حدث لاقتصصنا وأخذنا الثأر بالدم".