التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 06:03 ص , بتوقيت القاهرة

محمد وشقيقه.. هربا من الخطف والذبح ووقعا في براثن السرقة

"مسكوني وضربوني وخدوا الفلوس اللي معايا" قالها محمد السيد، الرجل الثلاثيني، بعد أن عاد من ليبيا للتو، وهبط من المنفذ إلى أرض السلوم، بشعر أشعث، وعينان أنهكتهما رحلته، يرافقه شقيقه الأكبر إلى مصر، والتي كشفا عن تفاصيلها لـ"دوت مصر".



بثياب مدنية ووجوه مكممة، أوقفا السيارة التي سلكت طريقها من المنطقة الشرقية إلى الحدود المصرية الليبية، تحمل بداخلها أشقاء يحاولون النجاة على مضض، فارين من شبح الخطف والذبح في ليبيا، ينتظرون شبحا آخر ينتظرهم في مصر، وهو البطالة، بعد أن سُرقت جميع أموالهم وأمتعتهم على يد من أوهموهم في البداية، أنهم أفراد من الشرطة الليبية.



"منعرفش نفرق الشرطة من الجماعات من أي حد".. هكذا أردف شقيق محمد الأكبر، بعيون بائسة تعكس قلة الحيلة، تشابهت مع رمادية جلبابه وعمامته، وقت أن حاول شقيقه الأصغر الكشف عن جسده الذي ملأته علامات الضرب، قبل أن يُكره على تسليم آخر 500 دينار بحوزته، بعد أن هُدد بالحبس، وفقا لروايته.



ومن بعده جاء دور شقيقه الأكبر، الذي أوقفه مجموعة من البلطجية بالأسلحة البيضاء، فيروي قائلا: "واحد مسكني من كتفي، وواحد مسكني من شعري وخنقني بالشال"، بعد أن تم تفتيشه ذاتيا بالكامل وفقا لروايته، وأخذوا كل ما بحوزته من أموال وهاتفه النقال، ومن ثم تركوه ليتابع طريقه، كاشفا لـ"دوت مصر"، أن ليس كل من يتم توقيفه من قبل الجماعات المسلحة يتعرض للخطف أو القتل، قائلا: "أي حد ماشي بيطلعوا سلاح، ويوقفوهم 5 ولا 6، ويأخدوا منهم التليغونات والفلوس ويروحوا سايبينهم وخلاص".



وبعلامات من الضجر واليأس، برر الشقيق الأكبر عودته إلى مصر، "جينا هنا علشان حد يرحمنا، لكن من ساعة ما رجعنا من ليبيا كل اللي يقابلنا عايزين فلوس، وأنا اللي سرقوني مسبوش في جيبي غير 10 دينار"، مختتما بتهكم "شغل فوضى ربنا يجملها بالستر".