التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:33 م , بتوقيت القاهرة

بعد "كلب الأهرام".. أطباء نفسيون يتهمون المخدرات وغياب الدين

أثارت واقعة "ذبح كلب الأهرام" غضب الكثير من المصريين، ولاقى صاحب الكلب، قبل الجناة، هجوما شديدا من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، لكن كيف يرى الخبراء النفسيون الواقعة؟


سيكوباتيون من الحشيش إلى البودرة


أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس الدكتور إبراهيم مجدي حسين أشار إلى أن هناك أطفالا منذ صغرهم لديهم سوء سلوك أو انحراف، ويكون لديهم دائما شعور بالحب في أذى الحيوان، يمكن أن يربط الحيوان ويلقيه بالحجارة، أو يقتل القطط والعصافير، وعندما يكبر يتحول لشخص سيكوباتي ضد المجتمع ولديه ميول حيوانية وتبلد في المشاعر.


وأكد حسين أنه بنسبة 90% فإن هؤلاء الشباب مرتكبي الواقعة  يتعاطون مخدرات، من أول الحشيش وانتهاء بالبودرة، حيث يكون هناك غياب عن الوعي، وبالتالي فإن مراكز الحكم على الأمور في المخ بها خلل، مضيفا أن هؤلاء الأشخاص إن كانوا تعرضوا لإيذاء من الكلب فليس من الطبيعي أن يكون رد فعل الإيذاء بهذا الشكل غير الطبيعي، لكنهم يبدو أنهم تلذذوا بتعذيب الكلب.


وأضاف أيضا أن من يعمل عقله بعقل حيوان فهو الحيوان نفسه، لأن الحيوان ليس لديه كنترول، والكنترول هو صاحبه أو مالكه، متسائلا ما المتعة في قتل الكلب إلا إذا كان القائم على ذلك غير سوي وسيكوباتي لأقصى الحدود ولديه ميول إجرامية، ولو بحثنا في تاريخهم الطفولي سنجده قتل قططا وسم عصافير وغيره، وهؤلاء لديهم اضطرابات شخصية.


أما عن صاحب الكلب، فانتقد حسين انتقادا شرسا، قائلا كان لديه بدائل أخرى من تسليم الكلب، لافتا إلى أن الكلب ذاته دافع عنه عندما كان يتشاجر، وكان من الممكن أن يضحي بنفسه في سبيل حمايته، فكيف لا يرد الجميل، وليس فقط لم تدافع عنه، بل أخذه وسلمه بنفسه.


ولفت إلى أن صاحب الكلب إنسان غير سوي، نظرا لاتجاهه لتربية كلب من الأنواع الشرسة التي تستخدم خارج مصر في الحراسات الخاصة.


قوة العلاقة بين الإنسان والحيوان


أما استشاري الطب النفسي جمال فرويز، فيرى أن الإنسان دائما قدرته العقلية في لحظة ما تكون ضعيفة، وعندما ينفعل يفقد الرؤية الصائبة التي يحدد بها الخطى التي يسير عليها للحظة ما، وبالتالي عندما يكون هناك مشكلة مع حيوان فالإنسان ينفعل عليه، وكأن الحيوان ارتكب جريمة كبرى، رغم إن الحيوان لا يفكر، وإنما يتصرف بشكل طبيعي كرد فعل لتصرفات الآخرين.


وأوضح فرويز أن انفعال الأشخاص القائمين بهذه الجريمة جاء نتيجة لإحساسهم بمدى أهمية الكلب لصاحبه، الذي يعتبر مصدر دفاع عنه، وأن الانتقام من الكلب هو تجريح لهذا الشخص.


وأوضح أن الأمر يعطي درسا هائلا بمدى وفاء الكلب لصاحبه عندما بدأ الدفاع عنه، مؤكدا على مدى قوة العلاقة بين الإنسان والحيوان، مستشهدا أن العلاقة بين الإنسان والإنسان تكون صداقة أو حب أو غيره، أما العلاقة بين الإنسان والحيوان تكون حبا شديدا، والحيوان يخلص للإنسان بطريقة مبالغ فيها.


ويعتقد فرويز أن صاحب الكلب يمر بظروف نفسية صعبة، حيث يشعر بالذنب الشديد، والاكتئاب الشديد سيسيطر على كل تصرفاته، وربما يدفعه للانتحار.


توقف نمو أعمارهم


وفي السياق ذاته، وصف  الاستشاري النفسي الدكتور إيهاب الخراط الواقعة بأنها إحدى العلامات الأكيدة على الشخصيات المضادة للمجتمع، والقسوة ضد الحيوانات وذبحها، وأكد أنها عصابة صغيرة من الشباب الجانح التي تحتاج إلى تقويم ومراجعة شاملة لطريقة تربيتهم، ويحتاجون إلى الإيداع داخل مؤسسات إصلاحية لإعادة تقويمهم.


وأكد الخراط أن هذا التطور في التعدي على الآخرين مرتبط بالقسوة على الحيوانات، وكان من المعروف أن القسوة معروفة عند الأطفال الذين يخنقون القطط أو يذبحون الحيوانات، لافتا إلى أنه يبدو أن أعمار هؤلاء الشباب ربما توقف عند لحظة معينة حتى وإن كانوا تخطوا سن المراهقة.


وحول تسليم صاحب الكلب للجناة، يرى الخراط إنه خضوع للتهديدات، لافتا إلى أن هناك مشكلة في عدم الثقة بالأمن، وكان موقف يجب أن تتدخل الشرطة فيه، ولكنه لن يتدخل للجوء للشرطة بأنه يعي جيدا أن الشرطة ستعتبرها مشكلة هينة ولم تتدخل.


البلطجة تطور طبيعي لسوء التربية وغياب الدين


فيما بدأ أستاذ الطب النفسي الدكتور أشرف سلامة حديثه بالآية القرآنية: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين"، مشيرا إلى أنه يجب دراسة الظروف المحيطة للأشخاص مرتكبي الجريمة.


ويرى سلامة أن تهميش الإنسان في مجتمعه يجعله يتعامل بالمعاملة الحيوانية، وأن البعد عن الدين وانعدام التربية والأخلاق، وعدم وجود عقوبة رادعة لمثل هذه الجرائم كان من الطبيعي أن يتحول أفراد المجتمع إلى بلطجية حتى وإن مارسوها على مجرد حيوان، فأسوأ ما فينا نخرجه على أضعف ما فينا.


وأضاف أن هؤلاء الأشخاص استهزأوا بحيوان ضعيف، ووصل بنا الحال ليصبح مجتمعنا مسخرة العالم، لافتا إلى الحديث النبوي الشريف "دخلت امرأة النار في هرة"، وأكد أن صاحب الكلب لم يكن لديه خيار آخر سوى تسليمه، ومشددا أنه تصرف خارج عن إرادته.