"كلب الأهرام".. ذُبح بفتوى شرعية
تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام بسبب واقعة "كلب شارع الأهرام"، وأطلق عدد من نشاط "فيس بوك" و"تويتر" حملات "لأخذ حق الكلب" المذبوح.
قصة "كلب شارع الأهرام" بدأت بمشاجرة بين صاحبه "أوشا" وجزارين شقيقين منذ فترة، تقول بعض الروايات أن صاحبه اضطر حينها الاستعانة به وفك السلسلة المربوط بها ليدافع عنه، وتقول الأخرى إن الكلب تحرك من تلقاء نفسه للدفاع عن صاحبه، فلما تدخل الكلب "عض" الشقيقين، بالإضافة إلى عدة أشخاص، وبعدها هرب صاحب الكلب، وحرك أطراف المشاجرة دعوى قضائية ضده، وحكم عليه بالسجن عاما.
حاول صاحب الكلب العودة والصلح مع أطراف الخصومة، إلا أنهم اشترطوا أن يسلمهم الكلب لذبحه أمام أهل المنطقة، فعرض عليهم "أوشا" شراء خروف فدية فرفضوا، لكنه في النهاية سلمهم الكلب وقاموا بذبحه أمام أهالى المنطقة، الذين صرحوا لبعض وسائل الإعلام أن ما فعله الشقيقان "الجزاران" كان بفتوى من أحد مشايخ المنطقة، الذي أفتى بأنه يجوز قتله لأنه كلب مسعور.. فكيف نظرت الشريعة الإسلامية إلى التعامل مع الحيوان وحالات قتله؟
معاملة الحيوان
نبهت الشريعة الإسلامية إلى عدم إيذاء الحيوانات، واعتبرت أن فاعلها يدخل النار، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبي قال: (بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها، فشرب وخرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه "حذائه"، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، فقالوا: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: "في كل ذات كبد رطبة أجر").
قتل الكلاب
أما الحديث الذي أباح قتل بعض الحيوانات، ومنها الكلب، فقد ورد في الصحيحين، عن السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبي قال: (خمس من الدواب كلهن فواسق، يقتلن في الحل والحرم: العقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور).
الإمام مالك عرف الكلب العقور (المسعور) في الموطأ بأنه (كل ما عقر النَّاسَ وعدا عليهم وأخافهم مثل الأسد والنَّمِر والفهد والذئب: فهو الكلب العقور).
ابن باز: اقتل ولا تحرق
أفتى مفتي المملكة العربية السعودية السابق، الشيخ عبدالعزيز بن باز، بأنه إذا كانت القطط أو الكلاب تؤذي، كالكلب العقور فإنه يُقتل، فالكلب العقور يقتل في الحل والحرم، وهكذا القط الذي يؤذي ويأكل الدجاج، أو يأكل الحمام، ولا ينفع طرده، فإنه يقتل، أما إذا تيسر طرده وإبعاده من دون قتل فإنه يكفي ولا يقتل.
وأضاف بن باز، في فتواه التى نشرها موقعه الرسمي، لكنه لا يقتل بالنار، فإن النار لا يعذب بها إلا الله، يقتل بغير النار، يقتل بالسم، بالضرب إذا لم يتيسر الخلوص منه إلا بذلك، أما إذا تيسر طرده وإبعاده وتخويفه حتى يبتعد فلا يقتل، فإذا اضطر الإنسان إلى قتل القط لإيذائه وعدم التخلص منه بغير ذلك فلا بأس، لكن بغير النار، أما الكلب فلا يقتل إلا إذا كان عقورا، ولكن يطرد إذا كان مؤذيا، إذا كان يؤذي يطرد، يطرد من المزرعة يطرد من الحارة يبعد، ولا يقتل إلا إذا كان يؤذي بالعقر، إذا كان يعض الناس، يعقر الناس.
واستنادا لهذه الفتوى والحديث السابق أفتى شيخ شارع الأهرام في شبرا بجواز قتل الكلب العقور (المسعور)، حسبما أكد أهل المنطقة أنهم استفتوه بعد أنه قام بـ"عض" عدد من الأشخاص، فقال الشيخ صراحة "طالما مسعور حلال فيه الذبح".