النداء الأخير.. مطلوب شعب محترم !
مرة عاشرة أكتب وأزيد، خرج طفح ملأ الحياة صراخا، في الشارع أسمع كل الشتائم المتبادلة على خلاف في الهوية وليس في الرأي، لأننا تعلّمنا صغارا أن الخلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، لكن أين هي القضية؟ قضيتنا أصبحت أن نقضي على بعضنا البعض قبل أن نقضي على أنفسنا وندفنها بنفس مستقرة.
كم شعبًا أصبحنا؟
عِدْ لتعرف أننا أصبحنا مائة شعب في وطن واحد، كل شعب يحمل نفس البطاقة الشخصية بنفس الصورة البشعة التي نحتفظ بها في جيوبنا، نفس الجنسية، نفس الأزمات والمشاكل ونفس النيل الذي ما زال يجري.
مائة شعب، وواحد، وعشرة، وسوف نزداد انقساما لأننا لا نريد أن نوقف مسار التزحلق على الطفح، لكي نُفكر ولو ليوم واحد.
مائة شعب، يعني أننا انقسمنا كما يتمنى أكثر الناس عداءً لنا، لا أقول أنني أتمنى أن نصبح شيئا واحدا وكيانا واحدا، إلى آخر تلك الخرافات التي دخلت متحف التاريخ، لكن على الأقل بلغة العصر يجب أن نبحث عن مصلحة مشتركة، نتحول بها إلى وطن واحد.
المصلحة أن يكون لدينا وطن مستقر آمن، يجد فيه كل مواطن مكانا للعمل المربح الآدمي، فمن يبعث لنا مشروع المصلحة.. لا المصالحة؟
المصلحة تقول إن بيتا واحدا ربما يحتوي على أكثر من عنصر من عناصر الوطن، يعني بيت واحد وأكثر من شعب، هذه النواة الصغيرة التي تشكل المجتمع مقسومة ومنفجرة من داخلها.
وليس جديدا أن أقول إنهم تجاوزوا فكرة الخصام إلى فكرة المكايدة وتحقيق الخسائر للطرف الآخر، فإذا حدث هذا بين شقيقين، بين ابن وأبيه، بين أم وابنتها، كيف نتوقع وطنا سليما يا صديقى ؟ من ؟
هل يمكن أن يلتئم الطبق المكسور الذي كنا نمد فيه أيدينا بسم الله بالهنا والشفا، نفس الطبق هو طريقنا إلى مجتمع حميمي يحب الحياة يحب هذا الوطن الذي يستحق حبنا، ويمكننا أن نعيش حياة أفضل بكثير من مجتمعات أخرى يحلم بعضنا بالهجرة لها.
فلماذا إذا كنا نملك بيتا مريحا ألا نحبه ؟
ألا ننتمي له قبل أن ننتمي لفكرة طارئة أو تعصب أسود أو شخص مهما طال وجوده ذاهب؟
هل يمكن أن يتحقق ذلك فعلا؟ أم أن الأمنية أصبحت مستحيلة، إلى درجة أنني أصبحت أفكر في الطريق الوحيدة التي تعيد صهر الشعوب وهي الحرب؟
شعوب كثيرة فاقت من غيبتها وغيبوبتها بعد حرب، خيار مر، لكن يبدو أن الاتكاء على أماني لا يرغب المائة شعب المصري تحقيقها قد تفرض مخرجا وحيدا للنجاة.
لن نخطو للأمام بدون أن نسير كتلة واحدة، هل يُمكن أن يقبل الله منا صلاة كل واحد فينا يؤديها فى اتجاه؟
كم أتمنى بعد مرور المؤتمر الاقتصادي أن ندعو للمؤتمر الأهم.. مؤتمر المصريين فى مصر.
كيف نختلف على فكرة دون أن نختلف على وطن وعلى هدف وعلى أن نجعل هذه البلد أحسن بلد فى الدنيا، فهي تستحق، وربما تستحق شعبا أفضل منا بكثير. شعب محترم عينه على حياة أفضل.