التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:31 م , بتوقيت القاهرة

لماذا تسعى واشنطن للاتصال بـ"حماس"؟

نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، بالتعاون مع "الجزيرة" القطرية، اليوم الثلاثاء، مجموعة وثائق مسربة حصلت عليها الأخيرة، كشفت أسرار عمليات أكبر أجهزة المخابرات بالعالم، من بينها جهازا المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، والأمريكي "سي آي إيه".

تناولت الوثائق قضايا عديدة، من ضمنها تفاصيل العمليات ضد تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، ومحاولات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للتواصل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إضافة لتهديدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس الفلسطيني لسحب مطالبات الاعتراف بفلسطين من الأمم المتحدة.

وتثير هذه الوثائق تساؤلات حول إمكانية تقبل "حماس" للاتصالات الأمريكية، في ظل تصنيف واشنطن للحركة بأنها إرهابية.

استعداد للاتصال

يقول القيادي في "حماس"، يحيى موسى لـ "دوت مصر"، "لا أملك معلومات عن هذا الموضوع، لكن نحن في الحركة لدينا مشكلة واضحة مع الولايات المتحدة، وهي انحيازها للكيان الصهيوني والدفاع عنه، لكنا لسنا في حالة صراع مباشر ومفتوح معها، ولا يمكن أن نقايض أي علاقة في أي اتجاه بمبادئنا ومواقفنا وحوققنا الشرعية الثابتة".

ويضيف، "مستعدون لفتح علاقة معنا كحركة مقاومة، في إطار إعادة الحق الفلسطيني، مشكلتنا مع الكيان الصهيوني، وصراعنا على الارض الفلسطينية وداخلها، وهذه محددات واضحة في صراعاتنا".

كانت واشنطن هددت حكومة السلطة الفلسطينية باتخاذ إجراءات ضدها، حال تقدمها للأمم المتحدة، للتصويت على مشروع إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد.

بديل للسلطة

في المقابل، ذكر القيادي في حركة "فتح"، الدكتور أيمن الرقب لـ"دوت مصر"، "حماس اليوم تطرح نفسها كبديل للسلطة الفلسطينية منذ أن نشأت، ومن الممكن وجود تعاون أمريكي مع حماس، فالبعض يتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق مصالحه".

واستطرد: "يكون ذلك الاتصال يسهل لحركة حماس الوصول للحكم، وبرغم أنني لم أطلع على مضمون الوثائق، أقول أن واشنطن قادرة على اختراق أي تنظيم، هذا ليس مستحيلا، فهي تمتلك أجهزة حديثة، ولديها قدرة على الاختراق والتجنيد، والأمر ليس صعبا بالنسبة لها".

اتهام خطير

من جانبه، يقول عضو المجلس التشريعي عن حركة "فتح"، ورئيس لجنة الرقابة العامة لحقوق الإنسان في المجلس، فيصل أبوشهلة لـ"دوت مصر"، "أعتقد أن هذا اتهام خطير، أنا لست مطمئنا لمصادره، ولم أطلع عليها، لكني أستبعده، لأن حماس فصيل فلسطيني وليس عميلا لأمريكا، ونحن نعلم أن أمريكا ضغطت على الجميع وعلى أبومازن، من أجل عدم الذهاب إلى الأمم المتحدة، من أجل إعلان قيام الدولة الفلسطينية، لا أرى هذا الاتهام منطقيا".

أستاذ الإعلام في جامعة القدس، رفيق عوض، رد على "دوت مصر"، بأن "البحث عن بديل للسلطة أو تخويفها ببدائل تقليد استعماري معروف، في حالة أن طرف من الأطراف لا تعجب الإدارة الأمريكية، تفتح اتصالات مع آخرين، وبالتالي هي تقول بأن حركة فتح ليست الممثل الوحيد للفلسطينيين وهذا جزء من المسألة".

دور إسرائيلي

ويتابع عوض، "واشنطن ليس لديها رادع أخلاقي، وتفتح الاتصال مع أي طرف يخدم علاقتها، وفتحت مع حركات تعاديها لسبب أيديولوجي أو آخر، إلا أن المصالح تلعب دورها في هذه المسألة".

ويرى أن واشنطن تريد فتح علاقات مع "حماس"، لإعادة الإعمار وإضفاء الهدوء، مشيرا إلى أنه عندما تريد واشنطن علاقات مع حماس من الطبيعي أن تجد إسرائيل وراء ذلك، و"بالتالي هذه المسألة تخدم إضعاف السلطة وتخدم مشروع التسوية مع إسرائيل، إضافة إلى أن ذلك يؤكد لنا فكرة لعب واشطن بالمنطقة، فهي الآن حاليا تبحث عن إسلام معتدل، هذا جزء من الصورة كاملة، وفتح الاتصالات مع حماس".