سعد مرتضى.. رجل المهمة الملعونة في إسرائيل
في مثل هذا اليوم عام 1980، حدث أول تبادل للسفراء بين مصر وإسرائيل، في أول خطوة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، في إطار اتفاقية السلام التي وقع عليها الرئيس أنور السادات، وجيمي كارتر، ومناحم بيجن، حيث تولى السفير سعد مرتضى مهام السفير المصري في إسرائيل، في نفس اليوم الذي تولي فيه إلياهو بن إليسار، مهام أول سفير إسرائيلي في مصر.
عمل سعد مرتضى في وزارة الخارجية، حتى وصل إلى منصب سفير مصر في دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 1971، ثم سفيرا في السنغال، وفي المغرب، قبل أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، عقب زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، حيث عمل بعد عودته إلى القاهرة مديرا لإدارة الصحافة بوزارة الخارجية.
بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، أبلغه وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية وقتها، بطرس غالي، بأنه عليه الاستعداد لأن يكون أول سفير مصري في إسرائيل، قائلا له: "إنك ستكون بذلك أول سفير لمصر في إسرائيل.. وستدخل التاريخ".
وذكر مرتضى في مذكراته، تحت عنوان "مهمتي في إسرائيل"، أنه يتفهم ما أُطلق عليه من خصوم اتفاقية السلام، بأنه قام بالمهمة الملعونة، مستعرضا كل أفكار من رفضوا السلام بين مصر وإسرائيل، معلنا تقديره واحترامه لكل الذين استقالوا من عملهم، احتجاجا على ما قام به الرئيس السادات منذ زيارته إلى القدس، في نوفمبر 1977، مثل وزير الخارجية إسماعيل فهمي، مؤكدا أنه اقتنع بما قام به السادات، وآمن به.
ولفت في مذكراته إلى الترحيب الشديد الذي لقيه في إسرائيل، من كل المسؤولين هناك، حيث تلقى الدعوات من مراكز الأبحاث والصحف، والأحزاب، والكنيست، وقادة إسرائيل، لمقابلته، إلا أنه في سبتمبر 1982، وعقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، سحبت مصر سفيرها، سعد مرتضى، احتجاجا على مذابح إسرائيل في صبرا وشاتيلا.
مشكلة دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية في القدس، هي من أكثر القضايا التي حاول السفير سعد مرتضى حلها، حيث استولى الرهبان الأحباش عليه، عام 1970، ولجأت الكنيسة إلى المحكمة العليا في إسرائيل، حيث حكمت بأحقية كنيسة مصر بالدير، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تسلمه للكنيسة بدعوى أن ذلك يعد تدخلا منها في شؤون الأديان داخل تل أبيب.
وشملت مذكرات مرتضى توضيح سبب قبوله هذه المهمة، وكيف وجد إسرائيل؟ وما الشخصيات الإسرائيلية التي التقاها؟ حيث ذكر أن الشعب الإسرائيلي لا يعتمد على الحق وحده، ولكن يستند إلى الأمر الواقع والقوة، كما أن الوعي السياسي يعد متقدما في إسرائيل، ويثق الإسرائيلي في إعلامه ومسؤوليه، ولا يخفون الحقائق عن أنفسهم، ويسمون الأشياء بأسمائها الحقيقية، ويعترفون غالبا بالفشل وبخسائرهم العسكرية.