شيخ الأزهر: الفقر ووحشية التعامل في السجون لا يكفيان مبررا لإنتشار الإرهاب
طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إحكام السَّيطرة التَّعلِيميَّة والتربويَّة في المدارس والجامعات وعلى فوضى اللجوء إلى الحُكم بالكُفر والفِسق على المُسلِمين ، كاشفا في المؤتمر الذي يعقد برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن المنطقة العربية تواجه مخطَّطات دوليَّة كُبرى تَستهدِف العَرب والمُسلِمين، وتُريد أن تصوغهم صِياغة أُخرى، وتشتتهم في بلادهم بما يتفق وأحلَام الاستعمار العَالَميّ الجديد المُتَحالف مَع الصُّهيُونيَّة العَالَمِيَّة يَدًا بِيدٍ وكَتِفًا بِكَتِف
ودعا شيخ الأزهر العالم العربي والإسلامي إدراك أن الوسيلة الوحيدة التي يَستخدمها الاستِعمار الجَديد ، هي الوسيِلةُ ذاتُها التي كان يستخدمُها هذا الاستعمار في القرن الماضي، مستخدما نظريته المعروفة : «فَرِّق تَسد» واللعب على بؤر التَّوَتُّر والخِلاف الطَّائفيّ والمَذهَبيّ، وأبدي شيخ الأزهر اسفه لقدرة الإستعمار الجديد العبث بمقدرات الأمة من خلال المكر والغَدر والتَّسَلُّط، بما اسهم في ضياع العِرَاق، واحتراق سوريا، وتَمَزَّق اليَمن، وتدمير ليبيا
ندد شيخ الأزهر في كلمته بممارسات الجماعات التكفيرية والإرهابية التي تتبني تتبني العُنف والإرهاب، وتتخذ مِن الوَحشيِّة البربريَّة منهجًا ومذهبًا واعتقادًا، مشددا ان هولاء التكفيريون نُزِعَت الرَّحمَة مِن قلوبهم، فَهِي كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً، وبرئ الله مِنْهُم ورَسُوله وصَالِح المؤمنين
أوضح شيخ الأزهر في كلمته أن ما يثير الألم كون هولاء قُسَاةَ القلوب غلاظَ الأكباد خَرجوا عَن السَّيطَرة، حتَّى كدنا نعتَاد أسَاليبهم المتوحِّشة، ومُمَارسَاتهم اللاإنسانية في تَنفِيذ جَرائِمهم البَشِعة، وكأنهم يتحرقون تحرق الظمآن إلى القَتل وقَطع الرُّؤوس وحَرق الأبرياء وهم أَحياء، إشاعة للذعر والخوف والرَّهبة في قلوب النَّاس، وقد بلغني مِمَّن يحتملون مشاهدة هذه الفظائع على وسائل التواصل، أنَّ هؤلاء المُجرِمين بلغوا من قسوة القلب وتحجُّر الشُّعور أنهم كانوا يَتقَاذفُون رؤوس القَتلى بين أرجلهم، ويَلعَبُون بِها وهُم يَضحَكُون، وحسبك من شرّ سماعه.
نفي شيخ الأزهر مبالغته في التأكيد علي أن المُسلِمين لم يمر بتاريخهم مثلما يجرى الآن من مشاهد الفوضى والاضطراب والتَّمَزُّق والانفلات، وتشوَّيه صورة الإسلام في عيون النَّاس في الشَّرقِ والغرب ، داعيا المتخصصين البحث عن أسباب أخرى لتفسير الجنوح الي التطرف والإرهاب بعيدا عن الفَقر والحاجة، موضحا أنَّ الفَقرَ أو العَوَز لَيس أمرًا مُستَحدثًا في دنيا النَّاس، مؤكدا أن جذور التطرف والإرهاب نَـبت في غياهب السجون وظلمة المعتقلات، وما لقيه شَبَاب الجمَاعات الإسلاميَّة مِن قَسوة في التَّعَامُل وانتِهاكَات لِحُقوق السُّجَناء والمُحتَجَزِين رغم أن السُّجون لَيْسَت السَّبَب الأوحَد في النزعة التَّكفِيريَّة، واستفحالها وتوحُّشها، إلَّا أنَّ هُنَاك أسبَابًا أكثر عمقًا مثل التَّراكمات التَّارِيخيَّة لنزعات الغُلُوّ والتَّشَدُّد في تراثنا، والَّتي نشأت مِن تأويلات فاسِدة لِبَعض نصوص القُرآن الكَريم والسُّنة النَّبويَّة وأقوال الأئمة ، مما جعلهم يعتقدون اعتقادًا خاطئًا زائفًا بأنَّهم قَادة جيوش مُسلِمة ضِدَّ شعوب كَافِرة، وفي ديار كَافِرة، ولولا أنَّهم يَعثرون على ما يُبرِّر انحرافهم الدِّينيّ والعقديّ مِن تراث الخَوارِج وغير الخَوارِج مِمَّن اعتنقوا عقيدة التكفير وتمذهبوا به قَديمًا وحديثًا، وصاروا مبعث فتنة ومَصدر فرقة واختلاف وتمزُّق لوحدة المُسلِمين في القَديم والحَديث أيضًا