فيديو| 7 ساعات من العذاب في "شرق الدلتا".. والسائق: بلاش أنا
بعد ساعتين من انطلاقه ووقوفه المتكرر نتيجة الزحام، تصاعدت أدخنة ملأت أرجاءه، صرخت سيدة أربيعينة، ضمن ركاب أتوبيس شرق الدلتا من محطة الترجمان بالقاهرة، صوب المنصورة، بسبب كثافة الدخان التي كادت أن تخنق أطفالها، ليسرع أحد الشباب منبها السائق بتصاعد الأدخنة من الجزء الخلفي للأتوبيس.
لم يبالالسائق الذي اعتاد المشهد، ومع زيادة الصراخ وبكاء الأطفاء، قال "هشوف ركنة اصبروا شوية.. ماينفعش أقف هنا"، وبالفعل وقف الأتوبيس ونزل الراكبون، وسط البرد الشديد والطقس السيء، لتصل الرحلة بعد 4 ساعات من موعدها، التي عادت لا تتجاوز 3 ساعات فقط لتستغرق 7 ساعات كاملة.
لسان حال الركاب يحمد الله على وقوف الأوتبيس رغم البرد القاسي، فلعله أرحم من شعورهم بالخنقة وضيق النفس والكحة المستمرة للركاب الذي يبلغ عددهم 54 راكبا، بينهم أطفال وسائحة أجنبية.
بعد أن سادت حالة من الغضب والاستياء الشديد، أكد الركاب أن شركة شرق الدلتا تستهين بحياة المواطنين، فالأتوبيسات متهالكة والخدمة سئية، والسائق فتح الأتوبيس بعد أن كدنا نموت خنقا.
أما السائحة الأجنبية فعبرت عن استيائها الشديد قائلة :"المصريون يعانون كثيرا" حسبما أكد المترجم المصاحب لها، وذلك بعد تعنت السائق ورفضه فتح الأتوبيس وإخراج الراكبين رغم الأدخنة الكثيفة المتصاعدة بالأتوبيس من الداخل ومن الخارج، التي تسبب في اختناق وبكاء كثير من الأطفال.
وسط سوء حالة الجو والبرودة الشديدة والأتربة المتصاعدة، انتظر المواطنون وتحملوا كعادتهم، منهم من رقد على الأرض، ومنهم من ظل واقفا أكثر من 3 ساعات ونصف، ومنهم من جلس على سلالم أحد المنازل بطريق ميت غمر.
وقالت أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، عزة عبد الفتاح: "دخان شديد جدا بالأتوبيس كنا هنتخنق وبعد وقت استجاب السواق لنا، بعد خروجنا وجدنا دخانا كثيفا خارج الأتوبيس، إزاي شركة شرق الدلتا تستهين بحياة المواطنين بهذا الشكل السيء المهين، هي دى النتيجة والخدمة".
وأضافت سعاد منصور، سيدة بالعقد الرابع من العمر، وهي متكئة على الأرض بجوار بناتها: " قلنا للسواق في دخان كتير، السواق قال لما أركن علي جنب وبعد 50 مترا تقريبا، مفروض إن شركة نقل الدلتا إما أن تجري صيانة للأتوبيسات أو توقفها تماما، ولا تستهين بحياتنا، عندنا ظروف والتزامات، الشركة غير مسؤولة".
أما أحمد كامل بالعقد الثالث، فقال :" أنا أعمل بالسعودية وجاي إجازة وبصراحة الوضع في مصر سيء جدا وفيه إهمال بحياة المواطنين بشكل كبير جدا"، بينما قال شاب عشريني يدعى حسام :" أول مرة أركب أتوبيس شرق الدلتا وآخر مرة"، أما السائحة الأجنبية، فرفضت التسجيل مطلقا، واكتفت "المصريون يعانون كثيرا"، حسبما أكد المترجم المصاحب لها، ورفضت أي تصوير أو حديث صحفي، أما السائق قال: "بلاش أنا"
واستمر الأتوبيس متوقفا، وبمرور الرحلة اللاحقة لهذه الرحلة وصل أتوبيس آخر وكان ممتلئا تماما وبه ركاب كثيرون واقفون بالطرقة، فصعد 3 من الركاب فقط، تجنبا للوقوف بالبرد، وظل الباقون منتظرون وصول أتوبيس آخر أوإصلاح الأتوبيس.
وبعد ساعتين من الانتظار، وصل مينى باص، ليأخذ الباقين، واشتد الشجار بين السائق والمواطنين الباقين بعد أن ركب جزء منهم ببعض السيارات المارة، وبعد الالتحاق بالمينى باص والشجار المتواصل مع السائق الذي أكد أنه غير مسؤول عن العطل.
وأن على المواطنين الذهاب للشركة والتحدث معها، ظل الطريق متوقفا نتيجة الزحام الشديد، أكثر من ساعة إضافية، حتى وصلت الرحلة لمقر شركة أتوبيس شرق الدلتا بالمنصورة، الساعة 7:45، في حين تستغرق المسافة من القاهرة للمنصورة 3 ساعات فقط، وسط أجواء من الغضب لجميع الراكبين.
ليست هذه الرحلة الأخيرة التي تتعطل، فقد شهدت رحلات شرق الدلتا أعطالا عديدة في الأتوبيسات الخاصة بها بشكل كبير ومتكرر، خلال الآونة الأخيرة، مما يؤكد أن الأتوبيسات بحاجة للصيانة، في الوقت الذي وصل عدد العاملين بها إلى 6800 عامل و14 فرعا على مستوى الجمهورية، و20 مركز تشغيل، ولا توجد صيانة دورية أو كشف مسبق على الأتوبيسات قبل بدء الرحلة.