"أرخبيل دهلك".. من هنا يبدأ خطر إيران وإسرائيل على مصر
"أرخبيل دهلك".. مجموعة من الجزر الواقعة في البحر الأحمر بالقرب من مصوع بإريتريا، ويحتوي على جزيرتين كبيرتين و124 جزيرة صغيرة، اشتهر بصيد اللؤلؤ منذ العصور الرومانية ولا يزال ينتج عددا كبيرا منها، بينها 4 جزر فقط آهلة بالسكان، هي دهلك الكبير، أكبر جزيرة وأكثرها سكانا، ونهلق، وتشتهران بصيد اللؤلؤ منذ أيام الرومان.
ويقطن الأرخبيل ما بين 2500 و3000 نسمة يعملون في صيد الأسماك والمرجان واللؤلؤ وتربية الماعز والجمال، ومن أهم جزر أرخبيل دهلك من الناحية الاستراتيجية، جزيرتا فاطمة وحالب.
المساحة
تبلغ مساحة جزر دهلك 700 كم2 وتبعد عن الساحل مسافة 43 كم، ونظرا لموقعها الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب، ومن خطوط الملاحة الرئيسية في البحر الأحمر، وكانت ولا تزال هذه الجزر محل صراع سياسي واستخباراتي وعسكري للعديد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة وأن بها مطارا ومهبطا للطائرات العمودية، وأرصفة عائمة ومحطات للاتصالات.
إيران وإسرائيل
ونظرا للأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب الواصل بين البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، والتي برزت في حرب 1973 التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، عندما اتفق اليمن ومصر آنذاك على إغلاقه جزئيا أمام حركة الملاحة البحرية، سعت إسرائيل إلى السيطرة على هذا المضيق وتكثيف الوجود العسكري بالقرب منه، لضمان ملاحتها في البحر الأحمر، وتجنب تكرار ما حدث.
وهذه الخطة الإسرائيلية كشف عنها تقرير صادر عن معهد ستراتفورد للأمن الدراسات السياسية والاستراتيجية، وتداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية عام 2012.
تواجد إسرائيلي
وقال التقرير إن إسرائيل تمتلك العديد من المراسي والأرصفة العسكرية البحرية في أرخبيل دهلك، وخاصة في مدينة مصوع الواقعة على الشواطئ الإريترية، كما تعمل أيضا على تشغيل محطة تنصت على جبل الأمبيا، الذي يعد أعلى قمة جبلية بالبلاد.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الوجود الإسرائيلي في إريتريا مركّز ودقيق للغاية، وتكمن مهمته الأساسية في جميع المعلومات الاستخباراتية في البحر الأحمر وتعقب أنشطة الجانب الإيراني، ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن الوجود الإسرائيلي في إريتريا "صغير لكنه مهم للغاية".
وشدد معهد الدراسات الأمريكي على أن إيران وإسرائيل تحاولان ترسيخ علاقتهما مع الدولة الإفريقية، ولذلك أصبحت مرتعا للعمليات الأمنية التي يقوم بها العدوان "إسرائيل وإيران".
العدوان يلتقيان
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن الوجود الإسرائيلي في إريتريا معروف قبل تقرير ستراتفورد، مشيرة إلى أن هذه الأرصفة الصغيرة تستخدمها إسرائيل في مراقبة نشاط تهريب الأسلحة إلى حركة "حماس" عن طريق البحر الأحمر والسودان، ومنها جرى قصف رتل السيارات المحملة بالأسلحة في السودان.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوجود الإيراني والإسرائيلي في إريتريا يصب في مصلحة الأخيرة، نظرا لحاجتها إلى مجابهة أعدائها السابقين مثل إثيوبيا واليمن وجيبوتي، لذلك تسعى لتدعيم علاقتها بكل من إيران وإسرائيل، لكن ذلك لا يمنع وجود لاعبين آخرين مثل السعودية ومصر، اللتين تسعيان للحفاظ على مصالحهما أيضا في البحر الأحمر.
فوز إيراني
يرى مراقبون أن التطورات السياسية والأمنية في اليمن تصب في صالح الجانب الإيراني، خاصة وأن سيطرة الحوثيين، الذين يدينون بالولاء لطهران، سيدعم من إحكام قبضتها على مضيق باب المندب، وزيادة سيطرتها وقدرتها على مراقبة الأنشطة التي تجري في البحر الأحمر، إضافة إلى تطويق مصالح قوى إقليمية منافسة لها مثل مصر والسعودية.
وبحسب قناة "الآن" الفضائية، نقلا عن مصادر سياسية يمنية، نقل الحرس الثوري الإيراني، مقاتلين حوثيين من اليمن إلى إريتريا، لتدريبهم على القتال واستخدام الأسلحة، وقال المسؤولون اليمنيون إن لديهم أدلة دامغة على تهريب إيران للأسلحة عبر سفن إلى جزر تتبع إريتريا، ومن ثم نقل هذه الأسلحة عبر شحنات صغيرة في سفن صيد إلى الحوثيين في محافظة صعدا، التي تسيطر جماعة الحوثي عليها شمالي البلاد.