أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الهجمات الجوية التي شنتها الطائرات المصرية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، جاءت في إطار المخاوف المصرية من تنامي التهديدات التي يفرضها وجود المتطرفين على حدودها الغربية، نظرا لوجود مئات الآلاف من المصريين هناك من جانب، أو لاحتمال وجود صلة بين تلك الميليشيات والتنظيمات الأخرى المتواجدة في سيناء من جانب آخر.

وقالت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي اليوم الجمعة، إن الهجوم، الذي جاء للرد على ذبح 21 مصريا قبطيا على يد ميليشيات داعش، يعد بمثابة تحول كبير من خلال توسيع تدخلاتها العسكرية المباشرة خارج حدودها، خاصة أنه لا توجد أي أدلة حول إقدام حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي على التنسيق مع أي من الدول الأخرى، ومن بينها الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الذي قال إنه "لم يكن هناك أي تحذير مسبق قبل الهجمات الجوية التي شنتها مصر على الأراضي الليبية".

وتناولت الصحيفة الأمريكية الاقتراح الذي تقدمت به مصر خلال جلسة مجلس الأمن، والذي يقوم على رفع حظر تصدير السلاح للقوات الليبية، وفرض حصار بحري على ليبيا، موضحة أن ذلك من شأنه تقويض الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام في ليبيا، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى القتال بين الفصائل الليبية غير الموالية للتنظيم المتطرف.

وأضافت الصحيفة أن مصر ربما لا تستطيع الصمود كثيرا في حرب في ليبيا، بسبب ما تجابهه من تحديات كبيرة، لعل أهمها الوضع الاقتصادي المتردي ومكافحة الإرهاب الداخلي، وبالتالي فهي تسعى لجر الولايات المتحدة إلى هذه المعركة، رغم إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع المتفجر بالفعل في الداخل الليبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السيسي ينبغي أن يعمل جنبا إلى جنب مع كافة القادة الإقليميين، لدعم المبادرات التي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، يمكنها التعامل مع كافة الأخطار المحدقة بالبلاد، وعلى رأسها داعش، والتنظيمات المتطرفة الأخرى التي تعمل على زعزعة استقرار البلاد.