التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:12 ص , بتوقيت القاهرة

من الرابح كاريزما "المتحدث" أم نجومية "الوزير"؟

المتحدث الإعلامي.. الواجهة التي اختارها الوزراء المصريين اقتداءً بدول العالم، حتى يكون الطريق للتواصل مع الإعلام والمواطنين، ومصدر معلومات الوزارة والمدافع عنها ضد أي هجوم أو نقد.


وفي مصر يختلف الأمر عن باقي الدول، فتحول المتحدث الإعلامي في بعض الوزارات إلى مجرد وظيفة، أو تعرض للتهميش في أحيانٍ أخرى لصالح الوزير، والبعض أصبح صاحب كاريزما قد تغطي أحيانا على "نجومية" الوزير.


الخبير الإعلامي ومستشار وزير التعليم العالي الأسبق، محمود علم الدين، قال إن وظيفة المتحدث الإعلامي تختلف بشكل كبير عن مثيلاتها في الدول الأجنبية، فالمتحدث بالخارج يكون مُلما بجميع الأحداث والمعلومات الكافية وجاهزا للرد عن أي موضوع، ولكن في مصر لا تتوافر هذه المقومات في كثير من المتحدثين، إضافة إلى أن كثيرا من الوزراء يحبون الحضور الإعلامي، ويتحدثون بأنفسهم رغم وجود متحدث أو مستشار إعلامي.


وأضاف علم الدين لـ"دوت مصر" أن هناك وزارات مصرية تجيد فيما يعرف بالشو الإعلامي، فهي تسوق لإنجازاتها بشكل جيد، حتى وإن لم تكن إنجازات كبيرة أو مؤثرة، نتيجية امتلاكها مكتبا إعلاميا قويا، وهناك وزارات خدمية تقوم بالعديد من الإنجازات التي تهم المواطن وتهمه، ولكن لا تظهر هذه الإنجازات بالشكل الكافي، مشيرا إلى أن أكثر من لديه حضورا إعلاميا، هو رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، والذي يتحدث في المؤتمرات أكثر من الوزراء أنفسهم.


وقال عميد كلية الإعلام الأسبق، سامي عبدالعزيز، إن المتحدث الإعلامي للوزارات المصرية لا تتوافر به المقومات الكاملة المفترضة، باستثناء عدد قليل من المتحدثين، مثل متحدثي وزارتي الخارجية والدفاع، مؤكدا أن باقي المتحدثين يقومون بدور مصححي المعلومات، والدفاع عن الوزارة من الهجوم فقط، موضحا أنه من المفترض أن يمتلك المتحدث مقومات خاصة وليست أكاديمية، فمن الممكن أن تجد متحدثا إعلاميا ذو مهارة خاصة أفضل من أستاذ جامعي في مجال الإعلام.


وأضاف عبدالعزيز لـ"دوت مصر" أنه لا توجد لدينا في مصر مؤسسة مختصة بتدريب المتحدثين الإعلاميين عكس الدول الأخرى، إضافة إلى أنه لا يصح أن يكون هناك أي تنافس بين المتحدث والوزير، لأن كلاهما يُكمل بعضهما البعض، والوزير هو من يحدد سياسة الوزارة، ويطبقها المتحدث أو المستشار الإعلامي.


وأكد عبدالعزيز أن هناك بعض الوزراء يفضلون التحدث بأنفسهم، فيظهرون بشكل غير جيد، مثل الموقف الذي تعرض له وزير الخارجية، نبيل فهمي، في حديثه عن أمريكا الذي تم فهمه بشكل خاطئ لأنه لا يجيد ذلك، وهناك وزراء يظهرون بشكل جيد، مثل وزير التموين، خالد حنفي، ووزير السياحة، هشام زعزوع، إضافة إلى رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، فهو لديه حضور إعلامي قوي، ويتحدث بشكل ارتجالي جيد، فهو "ابن بلد"، وفقا لقوله.


وقالت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، ماجي الحلواني، إن عدم وجود تنافس بين الوزير والمتحدث ضرورة واجبة، عن طريق التنسيق بينهما، وإن كانت الأولوية لا بد أن تكون للمتحدث نفسه، فهذا دوره وواجبه، والذي يمتلك أدواته.


وأكدت الحلواني في تصريح لـ"دوت مصر" أن المتحدث يجب أن يمتلك حسا إعلاميا، وأن يكون مُلما بجميع المعلومات ويتيحها للإعلام وللمواطنين، ولا يستخدم سياسة الحجب، موضحة أن رئيس الوزراء مميزا من الناحية الإعلامية.


جدير بالذكر أن رئيس الوزراء اجتمع بمتحدثي الوزارات، مساء الأربعاء، مؤكدا خلال الاجتماع، أهمية الدور المحوري الذي يقوم به المتحدث الرسمي أو المستشار الإعلامي للوزارة في إيصال الحقائق.