التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:00 م , بتوقيت القاهرة

أهالي الصيادين المختطفين: أنقذوهم بدل ما يعدموهم

على بعد 160 كيلو مترا من محافظة كفر الشيخ تقع قرية "برج مغيزل" التابعة لمركز مطوبس، والتي يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق بحيرة البرلس ومن الغرب نهر النيل - فرع رشيد بمحافظة البحيرة.


صرخات الأهالي تنفذ من جدران المنازل أملا في أن تصل إلى ليبيا وبالتحديد إلى مكان احتجاز أبنائهم،"دوت مصر" التقى أهالي الصيادين المختطفين في ليبيا والذي قال أحدهم : مع أول اتصال هاتفي من  الصيادين طالبوهم بإبلاغ السلطات المصرية بأنهم محتجزون لدى جماعة فجر ليبيا.


وأضاف أن المسؤولين عن الاحتجاز طالبوهم بإبلاغ السلطات المصرية بتوفير طريق آمنة إلى القاهرة، حيث يخشى أفراد الجماعة ترك الصيادين المصريين في اتجاه العودة، ثم يوقفهم أفراد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي أصبح يسيطر على الطرق الرئيسية ومنافذ كل من مدن درنة وسرت  الليبيتين.


القرية التي يسكنها قرابة 30 ألف نسمة يعمل معظم أبنائها في مهنة الصيد على مراكب ليبية ولكنها في الأصل مصرية الصناعة والعمال، نظرا لعدم وجود صيادين ليبيين يتمتعون بخبرة تلك المهنة.


وقال أحد الصيادين العائدين من الحجز إنه كان مع زملائه الصيادين المحتجزين إلا أن القدر قاده إلى العودة بسلام إلى أرض الوطن منذ ما يقرب من 25 يوما.


وكشف لـ"دوت مصر" كيف تم احتجازهم والطريقة التي تعاملوا بها قائلا: عادة نخرج إلى الصيد خارج الحدود الإقليمية سواء أمام سواحل ليبيا أو أبعد من ذلك ، للحصول على أسماك مختلفة تربح أصحابها وصائدها، ثم فوجئنا بمراكب صغيرة تقطع طريقنا وهددنا أصحابها بالسلاح وعندما رفضنا، أطلقوا علينا أعيرة نارية أصحابت أحد زملائنا، فقررنا الاستسلام.


وأضاف نال الكثير منا سباب واتهامات وضرب، على مدار أكثر من عشرين يوما، بعدها قرروا أن يفرجوا عنا، لنلقي مصيرا آخر، وهو المواجهة مع الجماعات المسلحة المتمركزة أمام مداخل المدن، فهرب منا من استطاع ومن لم يستطع تم احتجازه والقبض عليه.


أحمد نصار نقيب الصيادين في كفر الشيخ، أوضح أن الصيد خارج الحدود الإقليمية يرجع لندرة الأسماك بالقرب من الحدود المصرية، كما أن الصيد بعيدا يرزق بأسماك نادرة ومختلفة، تجني ربح جيد بالنسبة للعمال ومالك المركب.


وأشار نصار إلى أنه ناشد العديد من أبناء القرية بالعودة فورا بعد توتر الأوضاع في ليبيا، من خلال الإعلام والاتصالات الهاتفية إلا أنهم متمسكون بالعمل هناك نظرا لأنه مكان الرزق الذي يطعمون به أطفالهم.


بينما يقبع الصيادون في داخل الأراضي الليبية مكتوفي الأيدي، دون مال أو دخل يرسلونه إلى أسرهم، تجد على الجانب الآخر زوجة أحد المختطفين "مدحت عياد"، التي تعيش المعاناة الحقيقية منذ غياب زوجها عن البيت، فتلك الأم التي ترعى اثنين من أولادها وتسكن في منزل بالإيجار تطالب بسرعة عودة زوجها، بعدما اقترضت ما يطعمها هي وأولادها طيلة فترة غيابه.


وطالبت زوجة "عياد" الحكومة بسرعة وضع خطة لعودة الصيادين من ليبيا، مناشدة الدولة بعدم الانتظار حتى لا يلاقوا مصير الـ21 مصريا الذين أعدمتهم "داعش" الإرهابي على سواحل ليبيا الأسبوع الماضي.


ويقول حمدي رضا والد الصياد علي رضا "إن ابني ترك المدرسة منذ الصغر من أجل تولي مسؤولية الأسرة وأخواته البنات بعدما مرضت"، فالشاب صاحب الـ"20" عاما يعمل في مهنة الصيد منذ ثلاث سنوات، وتلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها للخطف، ورغم ذلك يرى الأب أن البحر هو مصدر رزق ابنه والأسرة الوحيد، لذلك لن يمانع في عودته إلى ليبيا مرة أخرى.