خاص| الإدانة الخليجية.. تأييد رسمي ورفض شعبي وتلميحات دبلوماسية
استدعت دولة قطر أمس الأربعاء سفيرها لدى مصر للتشاور، وأرجعت الأسباب إلى ما جاء على لسان مندوب مصر لدى الجامعة العربية، السفير طارق عادل، حول دعم قطر لـ"الإرهاب"، وأكدت الخارجية القطرية أنه يجب عدم الزج باسم قطر في مثل تلك الأمور، وأنها ستظل داعمة لإرادة الشعب المصري واستقراره.
اليوم الخميس توالت تبعات هذا القرار، حيث ندد أمين مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف بن راشد الزياني، باتهامات القاهرة للدوحة، مؤكدا أنها تجافي الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها ?قطر مع شقيقاتها بدول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
"دوت مصر" توجهت بتساؤلات لخبراء مصريين وعرب لمعرفة رؤيتهم لما حدث من تطورات دبلوماسية على مدار الأمس واليوم، والارتباط بين تلك الأحداث وزيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني للمملكة العربية السعودية، وما يحمله ذلك من معان سياسية في طياته.
في هذا السياق أكد الإعلامي والباحث السعودي، محمد العُمر، على أن علاقة دول الخليج عامة كانت مع مصر قلباً وقالباً في كل أزماتها القديمة والحاضرة، ومن ثم فلا يُعقل أن تقوم دول الخليج ماعدا قطر "على حد قوله" بافتعال توترا جديدا في توقيت مفصلي تعيشة مصر مع الإرهاب، لأن أمن مصر هو أمن الخليج والمنطقة.
وقال: "في اعتقادي لو أن المندوب المصري ألمح ولم يُصرح باتهام قطر، لما جاء من الأساس بيان الأمينُ العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وأجزم "العُمر" بأن هذا البيان لم يأت إلا في إطار محاولات رأب الصدع القطري المصري، وما أسماه "المجاملة الدبلوماسية"، إضافة إلى محاولات الخليج لتجاوز الأزمة الدبلوماسية، وقال: "ولكن بكل الأحوال قطر لها نصيب الأسد في أزمات المنطقة، وخاصة في مصر وليبيا في الوقت الراهن".
وأوضح رئيس وحدة الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور معتز سلامة لـ"دوت مصر" أن السفير القطري في مصر أصبح غير مرغوب فيه من الأساس منذ فترة طويلة، وأن وجوده أصبح بلا معنى، خصوصا بعد سحب السفير المصري من دولة قطر.
أما عن تنديد "التعاون الخليجي" اليوم، فيُفسره "سلامة" بأنه انعكاسا لرغبة دائمة داخل "المجلس" للحفاظ على التماسك والوحدة الخليجية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك تجارب سابقة تثبت ذلك، حينما أهان أحد القُضاة المصريين الأسرة الحاكمة في قطر، وأدانت حينها "التعاون الخليجي" هذا الأمر بشكل مُقارب.
وأضاف: "ربما أحد أهداف مجلس التعاون الخليجي مع قطر هو إبقاء مجال للمُصالحة بين مصر وقطر، وأظن أن الجهود الخاصة بالمُصالحة بين البلدين لازالت مُستمرة حتى بعد وفاة راعيها العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز".
في حين اكتفى المعارض القطري، خالد الهيل، بوصف بيان إدانة دول مجلس التعاون الخليجي الذي صدر اليوم بأنه "تنديد بروتوكولي".
هذا وقد رفض عددا من الخبراء القطريين التعليق على الأحداث في اتصالات مع "دوت مصر"، مكتفين بالتأكيد على أن الأمر شأن دولة لا يمكنهم الحديث عنه.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "تويتر" كانت حاضرة أيضا، سواء على مستوى الخبراء والمحللين أو على مستوى الجمهور العادي،
أستاذ الأخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي، وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية، محمد المختار الشنقيطي، وبعد رفضه التعليق بشكل مباشر مكتفيا بقوله إنه ليس قطريا، قال عبر صفحته الرسمية: "من سحب سفارات دول خليجية من قطر، إلى سحب قطر سفيرها من مصر.. بوادر تحول في المعادلة العربية".
مُضيفا "ريتويت" لتغريدة من الحساب الرسمي لرئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية، جابر الحرمي والتي وضح فيها أن قطر تستغرب من الزج باسمها في أي فشل للحكومة المصرية، وتؤكد على الاستمرار بدعم إرادة الشعب المصري.
وبالرجوع لحساب "الحرمي" فقد قال عن "التعاون الخليجي" المُندد بتصريح السفير المصري في حق قطر: "هذا هو المطلوب خليجيا.. أن نكون على قلب رجل واحد".
وتابع مُلمحا لـ الأحداث: "شبكات الأرصاد الجوية تتحدث عن عاصفة ثلجية ستشرب عددا من دول الشرق الأوسط.. من المؤكد أن العاصفة السياسية التي تلوح بالأفق هي الأشد".
كما روج رئيس تحرير جريدة "العرب" القطرية، عبدالله العذبة لهاشتاج بعنوان #مجلس_التعاون_يرفض_اتهامات_مصر_لقطر_بدعم_الإرهاب قائلا بأنه "وسم يحكي القصة".
ووصف دعوة مصر لضرب الإرهاب الكامن في الأراضي الليبية بـ "شرعنة العدوان" على السيادة الليبية. وأضاف مُنتقدا وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، بأنه يُبرر عدوان ما أسماه نظام "الجنرال"، على ليبيا.
في الوقت ذاته أطلق العديد من المغردين الخليجيين الداعمين لمصر هاشتاج بعنوان #تصريح_الزياني_لا_يمثلني والذي وصل إلى 8.154 تعليقا في ساعات قليلة، تأكيدا منهم على موقف الخليج الداعم لمصر، ورفضهم لممارسات قطر ضدها.