التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:22 م , بتوقيت القاهرة

آراء "دوت مصر".. قراءة بين سطور أزمة ليبيا والضربة العسكرية

على مدار أسبوع دأب كتاب الرأي في "دوت مصر" على محاولة شرح الأمور وقراءة ما بين سطور نحر رقاب 21 مصريا مسيحيا في ليبيا على يد ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وبين العملية العسكرية التي نفذتها مقاتلات سلاح الجو التابعة للقوات المسلحة المصرية ونظيرتها الليبية، والمناورة السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها وزارة الخارجية المصرية، والتي دعت كافة أعضاء المجتمع الدولي من دول ومنظمات دولية لمواجهة قوى وعناصر التنظيم الإرهابي والذي يحاول أن يتوطن الأراضي الليبية.

المحور الأول: قراءات في إجرام "داعش"

في مقاله "لماذا تقتل كمجرم إن كان ممكنا أن تقتل كمسلم" بتاريخ 16 فبراير، وصف رئيس تحرير "دوت مصر" خالد البري، أن الذي قام به أعضاء "داعش" من قتل المصريين وغيرهم تحت غطاء "الجهاد في سبيل الله" بمن يحول القتل من خانة الإجرام، أو خانة المزاج الشخصي، أو الاستبداد، إلى خانة "في سبيل الله"، موضحا أنه لن يتحرك الوطن العربي خطوة للأمام طالما ظل يتعامى عن الأسباب الحقيقية لمشكلة ما وصفه بـ"القتل المقدس".

ومن جانبه، تساءل عاطف بشاي، في مقاله "قبل الذبح.. وبعده 1"، عن السبب الذي من أجله أغلقت الكنيسة أبوابها أمام أهالي الضحايا بعد مللهم من الوقوف على سلم نقابة الصحفيين، الذي شرح له إجابة مستوفاة في مقاله "قبل الذبح.. وبعده 2"، لافتا إلى أن الكنيسة تعرف أنها ظهرت بها تخريجة لاهوتية تقول كما رددها رجال الكنيسة: "إن الاستشهاد لا مفر منه.. وبعد ذلك هو مفيد لكيان الكنيسة"، موضحا أنه حتى رجال الدين تعاملوا مع أهالي الضحايا كأصحاب الياقات البيضاء، مستنكرا سلوك من برر المأساة بإلقاء اللوم على الضحايا أنفسهم.

من زاوية أخرى، استعرض محمد الدويك في مقاله "ما حدث في ليبيا.. الفقه أمام السياسة"، أسباب الأحداث التي تكاد تعصف بليبيا بداية من حكم المخلوع، معمر القذافي، الذي فتح مخازن السلاح وجعلها في يد الجميع، ورفض الانصياع لرغبات شعبه وحتى شن طائرات التحالف الدولي بقيادة فرنسا حرب دمرت نصف ليبيا، وقتلت 100 ألف ليبي، بحجة إسقاطه، موضحا أن كل هذه الأسباب هي التي تقف خلف أطلال هذا المشهد مسببة هذه الفوضى.

المحور الثاني: قراءات في الرد المصري

آراء كثيرة تناولت الرد المصري بقصف مقاتلات سلاح الجو المصري لمعاقل عناصر التنظيم في ليبيا على أنها ثأر لشفاء غليل صدور المصريين جميعا على دماء أبنائهم التي أسالتها هذه العناصر دون حق في مشهد غير إنساني إلا أنه كان لأقلام "دوت مصر" آراء أخرى وقراءات في الرد العسكري.

من ناحيته، أوضح، خالد البري، رئيس تحرير "دوت مصر"، في مقاله "بعد ضربة داعش ليبيا.. ماذا تحتاج مصر عسكريا وسياسيا؟"، أنه بعد هذه الخطوة التي كان لابد منها على القيادتين العسكرية والسياسية في الخطوة التالية –من وجهة نظره- تمثل بناء تحالفات في 3 اتجاهات الأول يمثل تحالف مباشر يضم الدول التي يهددها خطر هذا التنظيم وباستطاعتها ارهاق العدو اقتصاديا وتحمل كلفات الحروب الطويلة، أما الثاني فهو التحالف الذي لا يلتفت إليه أحد ويتمثل في تحالف مع الدول الإفريقية المتضررة من التنظيمات المشابهة والمماثلة لـ"داعش" كجماعة "بوكو حرام"، أما الثالث فهو التحالف المعقد يمثل تحالفا مع الدول الكبرى التي من مصلحتها القضاء على هذا التنظيم.

من جانبه، رأى جمال أبو الحسن، في مقاله، "ما الهدف من العملية العسكرية في ليبيا؟"، أنه الأهداف الرئيسية من العملية العسكرية التي شنتها مقاتلات سلاح الجو بالجيش المصري، تتمثل في عدد محدود غير مباشر من الاهداف أهمها خلق الانطباع لدى مختلف الأطراف بأن مصر لا تخشى المواجهة، إعطاء رسالة بأن مهاجمة المصريين، في داخل مصر أو خارجها لها ثمن، إعطاء رسالة بأن مصر لا تقبل باستهداف الأقباط، دفع العالم للتعامل مع الأزمة الليبية بجدية أكبر.

من زاوية جديدة، أوضح محمد زكي الشيمي، في مقاله "ضرورة نقل المعركة خارج الحدود"، أن الأمن القومي لدولة مثل مصر منذ دخولها المواجهة مع الإخوان أصبح مفهومًا أوسع وبات جزءًا من معادلات سياسية وتحالفات إقليمية، وأصبح خصومها في هذا الصراع يستهدفون إمّا القضاء على الدولة ككل أو تسليمها لحلفائهم من الجماعة.

المحور الثالث: موقف مجلس الأمن

أعقبت مصر الرد العسكري بتحرك دبلوماسي وسياسي واسع على المستوى الدولي وعلى كافة الأصعدة، مما لا شك فيه، أن هذا الاسبوع مثل للقيادة المصرية تغيرا محوريا حيث ادخلت معادلات جديدة على الوضع الراهن عسكريا وسياسيا، إقليميا ودوليا، مجهود عسكري، ومناورات دبلوماسية قامت بها وزارة الخارجية المصرية لتوضيح الحقائق للمجتمع الدولي وشحن الهمم للتكاتف دوليا في مواجهة الإرهاب، أو هكذا رآه كُتابنا..

رأى جمال أبو الحسن، في مقاله "ماذا ننتظر من العالم في ليبيا؟"، أن التحرك الدبلوماسي الذي انتهجته الخارجية المصرية وقيادتها هو تحرك سليم تماما بدعوة مجلس الامن لانعقاد طارئ وكذلك جامعة الدول ألعربية موضحا أن مصر تحتاج إلى غطاء دولي وعربي في صورة قمة عربية تُسبغ الشرعية العربية المطلوبة على تحركها في ليبيا، وكذلك  لبيان المخاطر والتهديدات المحتملة على أمن دول العالم الغربي، لافتا إلى أن الهدف الاستراتيجي هو تصعيد الضغوط على الإسلاميين في ليبيا داعش وإخوان لعزلهم في نظر العالم.

من جانبه، أوضح محمد علي إبراهيم، في مقاله "مجلس الأمن.. الأمل المصري والتوازنات العالمية!"، أن لمنظمات المجتمع الدولي كمجلس الأمن وجامعة الدول العربية توازنات أخرى الأمر الذي أدركته القاهرة بعد تحركها لمحاولة إدراك الأوضاع في ليبيا قبل تفاقمها للأسوأ، موضحا أن كل ما يمكن لمصر الاعتماد عليه هو شحن جهود الدول فرديا خاصة تلك التي يهدد "الإرهاب" أراضيها.

أخيرا وليس آخرا، أشار أحمد بان في مقاله "تفويض دولي لمصر لمكافحة الإرهاب"، إلى أن دعوة الرئيس السيسي المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في مواجهة الإرهاب، باعتباره ظاهرة أصبحت تُهدد بشكل مباشر السلم والأمن الدوليين وأن أمن الإنسانية كلها على المحك، لافتا إلى أن حلف الناتو لم يُكمل مهمته بشكل صحيح في ليبيا، حيث اكتفى بإزاحة القذافي وفتح باب الفوضى التي هي البيئة المثالية.