حكمت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية "دائرة البحيرة" أمس، الأربعاء، بتأييد قرار وزير الأوقاف بغلق الزوايا التي تقل مساحتها عن 80 مترا، حماية للنشء من التطرف الديني، الذي يبثه متشددون في عقولهم من خلال تلك الزوايا، بالإضافة لمخالفتها شروط صحة الجمعة، وتعارضها مع المقاصد الشرعية، وانقسمت ردود فعل المؤسسات الدينية المصرية حول مدى قدرة هذا القرار على مواجهة الإرهاب والتطرف.

وكانت قرار وزير الأوقاف استند على فتوى لدار الإفتاء المصرية بأن الزوايا تخالف شروط صحة صلاة الجمعة في سبتمبر 2013، وقالت دار الإفتاء في فتواها إن صلاة الجمعة من شعائر الإسلام التي افترضها الله عز وجل على عباده جماعة مؤكدة على أن تحقيق الغرض منها هو الاجتماع العام للناس واحتشاد جماعة المسلمين، وأن الجماعة مطلوبة في سائر الصلوات المكتوبة على جهة الاستحباب، أما في صلاة الجمعة فهي مشروعة على سبيل الإيجاب.

وأكدت أن الجماعة داخلة في هوية الجمعة فلا تصح الجمعة إلا بها بخلاف غيرها من الصلوات التي تصح فرادى وجماعات، موضحة أن جمهور الفقهاء أجمعوا على أنه يشترط في صلاة الجمعة ما لا يشترط في سواها من الجماعات في الجملة من عدد جماعتها ومن يحضر خطبتها ومن منع تعددها إلا لحاجة.

وقالت الإفتاء إن من سلطة وزارة الأوقاف شرعا أن تحدد ما يسمح من الزوايا بصلاة الجمعة فيها وما لا يسمح لأن الأوقاف هي المسؤولة عن أمر المساجد في البلاد والمسلمون مطالبون بالالتزام بذلك ومخالفة هذا الأمر يعد خروج على ولى الأمر، وهو لا يجوز شرعا.

فما شروط صلاة الجمعة؟

تنتقسم شروط صلاة الجمعة إلى شروط صحة، وشروط وجوب، وشروط صحة ووجوب معا.

شروط الصحة والوجوب:

مكان الصلاة: الحنفية يشترطون أن تكون الصلاة في البلدة التي فيها سلطان أو نائبه لإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام‏، والشافعية يكتفون باشتراط إقامتها في ‏تجمع سكاني، سواء كان بلدة أو قرية، والمالكية  فيشترطون ‏أن تقام في مكان صالح للاستيطان، وأما الحنابلة فلا يشترطون شيئاً، فتصح عندهم في الصحاري وبين مضارب الخيام.

أذن الحاكم: اشترط الحنفية لإقامة صلاة الجمعة وجود أذن من السلطان أو الحاكم، مع إن غيرهم لم يشترط هذا الشرط، (وبرأي الحنفية استدلت دار الإفتاء بأنه من حق وزارة الأوقاف أن تحدد الأماكن التى يسمح فيها الصلاة باعتبارها صاحبة السلطان).

شروط الوجوب:

وهناك 5 شروط تتعلق بالمصلى يجب توافرها لوجوب صلاة الجمعة، وهى: الإقامة في المكان الذي تقام فيه الجمعة، سواء كانت الإقامة دائمة أو مؤقتة تقطع ‏حكم السفر، والذكورة، فلا تجب على النساء، والحرية، فلا تجب على العبد لانشغاله بخدمة سيده، وصحة البدن وخلوه مما يشق معه -عادة- الخروج لشهود الجمعة في ‏المسجد، كمرض وألم شديدين، والسلامة من العاهات المقعِدة، كالشيخوخة الشديدة والعمى.

شروط الصحة:

أما شروط صحة صلاة الجمعة، فهي وجود خطبة متقدمة قبل الصلاة، ووجود جماعة من المسلمين، ويرى الشافعية والحنابلة أنهم لا يقلون عن 40 رجلا (وبهذا أخذت فتوى الإفتاء وحددت 80 مترا كحد أدني)، والمالكية يرون ألا يقل العدد عن 12 رجلا، أما الحنفية فيرون أنها تجوز بالإمام ومعه ثلاثة، والشرط الثاني ألا تتعد الجمعة في المكان الواحد إلا للضرورة، واشترط الملكية أن يكون المكان عاما بسمح بدخول الجميع وليس مكان خاص.