حوار| جمال حواش: داعش يتبع أسلوب التتار وأمريكا ستنهار 2015
أكد خبير إدارة الأزمات اللواء أركان حرب جمال حواش أن "هناك فرقا كبيرا بين جريمة الإرهاب وإرهاب الجريمة، وأن حادث ذبح 21 مصريا في ليبيا إرهاب جريمة الذبح والتمثيل بالجثمان أمام وسائل الإعلام لإرهاب المجتمع بأكمله".
وقال حواش، في حوار مع "دوت مصر"، أن تنظيم داعش الإرهابي اتبع أسلوب ونهج التتار، مضيفا أن رد فعل الجيش المصري كان أقوى مفاجأة للعالم بأكمله.
وتوقع أن تنهار أمريكا مع نهاية عام 2015، إما بأزمة مالية تعصف باقتصادها، أو بكوارث طبيعية لا تستطيع السيطرة عليها، وهو ما سيؤثر جدا على الشعب الأمريكي، وإلى نص الحوار:
- ما الهدف الذي سعى إليه داعش بجريمة ذبح 21 مصريا مسيحيا؟
ما اتبعته داعش بداية من بث الرعب في نفوس 21 مصريا في ليبيا قبل قتلهم إرهاب جريمة، فجريمة الإرهاب هي حادث القتل، وهذا يؤثر على الشخص الذي قتل، أما إرهاب الجريمة أن أقتل وأمثل بجثمان الضحية أو أذبحه أمام وسائل الإعلام، لإرهاب المجتمع بأكمله.
وداعش اتبع هذا الأسلوب لبث الفزغ والخوف في قلوب المجتمع، وهذا نفس نهج وأسلوب التتار، فكان التتار قبل دخولهم أي قرية يقومون بذبح عدد من مواطنيها وتضع رؤوسهم على مدخل القرية.
وكانت الضربة الجوية التي قادها الجيش المصري أبلغ رد، وهو ما كان قاسيا جدا على داعش، لأنهم لم يعتادوا على ذلك، ولم يعرفوا ما يدور بالقوات المسلحة، وأيضا كان رد فعل الأردن عليهم ممتازا، ولو اتبعت الدول العربية نفس النهج في مواجهة الإرهاب ستنتهى داعش قريبا.
- هل موقف أمريكا من داعش تغير عما قبل؟
مؤكد أن موقفها تغير، أمريكا اليوم تقاسي من داعش، لأنها لم تضع في حساباتها أن الإرهاب الذي صنعته قد يطولها، فهي اعتادت أن تصنع العداء والكره، ولم تتوقع أنه يوما سيؤذيها، فكل ما صنعته أمريكا، سواء بمعاملها أو بالطبيعة أو من خلال تجنيد أشخاص انقلب عليها في النهاية.
- ما نهاية كل ما تصنعه أمريكا ضدنا من تجاهل وصمت لما نتعرض له من إرهاب؟
أتوقع أن تنهار أمريكا مع نهاية عام 2015، إما بأزمة مالية تعصف باقتصادها، أو بكوارث طبيعية لا تستطيع السيطرة عليها، وهو ما سيؤثر جدا على الشعب الأمريكي ، وعندما نقرأ التاريخ تنوقع ذلك، فمثلا نهر النيل يحدث به 7 سنوات فيضان ويليهم 7 في انحصار، وهنا نرجع لقصة سيدنا يوسف، أمريكا إمبراطورية لا بد أن يأتي وقت وتسقط، فلا توجد إمبراطورية استمرت، فكلما تعلو تهبط ولكل شيء نهاية.
أما صمت أمريكا على ما يحدث من إرهاب يستهدف أمن المواطن المصري أو يستهدف أمن الدولة فهو طبيعي ومنطقي، لأن هدفها الأساسي هو تقسيم الشرق الأوسط، ومصر هي التي أفشلت استكمال مخطط التقسيم الذي أعدته إسرائيل لتقسيم وتمزيق المنطقة العربية، بعد نجاح المخطط في إسقاط سوريا والعراق وليبيا، واليوم تلومنا وتقول مصر لم تخبر أمريكا قبل ضرب داعش، فهل أمريكا لا تعلم خبر ذبح 21 قبطيا، لكن رد فعل الجيش المصري المصري بالضربة الجوية كان قويا أفزعها وفاجأ العالم، خاصة أن الطائرات العسكرية المصرية نفذت ضربتها ليلا.
- هل كان هناك استعداد مسبق قبل هذه الضربة؟ وهل كان ذبح المصريين متوقع؟
القوات المسلحة لديها سيناريوهات متعددة لإدارة الأزمة، وتكون جميعها قابلة للتنفيذ، وهناك تدريبات وخطط مؤكد كانت معدة، ربما يتم تعديل بعضها حسب ما يحدث، لكنها دائما موجودة.
- كيف يتم التعامل مع الدول التى ما زالت مصرة على معاداة مصر؟
هذه الدول لها مصالح، واستقرار مصر يعني استقرار الدول العربية، وسقوطها يعني سقوط الشرق الأوسط، ومصر الوحيدة التي صمدت وردت على الإرهاب، بالإضافة إلى أن قطر وتركيا ما زالوا يتوهمون عودة حكم الإخوان، وهو ما يجعلهم يصرون على تزييف الحقائق من أجل مصالحهم، لكن الشعوب غيرت بالفعل مواقفها، فالشعب التركي غاضب من سياسة أردوغان ضد مصر، خاصة بعد الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها تركيا ورفض المصريين للبضائع التركية.
- ما الأولويات والتحديات التي تواجه الجيش المصري في مواجهة الإرهاب؟
المهم الآن هو حماية الحدود المصرية، ورد الصاع صاعين لمن يحاول استهداف أمن المواطن المصري أو اختراق الحدود المصرية، وهذا ما يؤكده الدستور المصري، ومن حقنا طبقا لاتفاقيات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حماية وسيادة الدولة المصرية.
- هل من الممكن أن يستهدف داعش المصريين في مناطق مختلفة؟ وما المتوقع بعد الضربة الجوية؟
داعش لجأت لليبيا بعد شبه تصفية سيناء من العناصر الإرهابية والمتطرفة، وبعد إحكام مداخل ومخارج سيناء، وسيطرة القوات المسلحة على سيناء تماما، وبعد نجاحنا في إحكام حدودنا مع ليبيا ستحاول الاتجاه للجنوب، بحدودنا مع السودان بحلايب وشلاتين، وهو ما نتوقعه وتستعد له القوات المسلحة.
- هل من الممكن حماية حدودنا الدولية بالكامل؟
لا توجد دولة تقدر على حماية حدودها بالكامل، وأكبر دليل على ذلك روسيا، فهي التي أنتجت الصواريخ المضادة للطائرات، وهاوي دخل بطائرة ونزل الميدان الأحمر، ولم تلتقته الرادارات أو الصواريخ الروسية، وهذا يؤكد عدم قدرة أي دولة على حماية حدودها بالكامل، لكن من الممكن عمل مجموعات استباقية تواجه وتكون سريعة الحركة مثلما كانت الضربة الجوية، فرد الفعل السريع هو الحازم.
- ادعاءات قطر وتركيا باستهداف القوات المصرية للمدنيين.. ما تعليقك؟
الإخوان والحكومات التي تدعمهم وتعادي الدولة المصرية والشعب المصري ما زالت تشن حملاتها ضد مصر، وهذا سيستمر ولن ينتهي، وتجاهلها لذبح 21 مصريا بهذه البشاعة يؤكد أنهم مجرمون وأعداء للإنسانية بأكملها وليس مصر فحسب .
- كيف نواجه الفكر المتطرف داخل مصر؟
الفكر يواجه بالفكر والتوعية والتنوير، والسلاح يواجه بالسلاح، ومع الوقت سينتهي الفكر الإخوانى بالعالم تماما، والشعوب قبل الحكومات ستواجه بكل قوة هذا الفكر الإرهابي المتطرف.