فيديو| مسعفو سيناء بين نيران الإرهاب وارتياب رجال الأمن
محاصرون رجال الإسعاف في شمال سيناء. لا يرحمهم مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويشكون ريبة قوات الأمن فيهم. فقط في شمال سيناء وبعد السابعة مساء (موعد بدء حظر التجوال) لا يسمع سوى نفير الإسعاف يخترق حجاب سكون يغلف العريش.
تغطي عربات الإسعاف عاصمة المحافظة كما القرى النائية التي تتواتر الأنباء منها عن تفجيرات وعمليات تعقب للمسلحين مثل الخروبة، ولحفن، والمزرعة، وقبر عمير. تتوزع نقاط الإسعاف بدقة جغرافيا وبما يتناسب مع السكان في المحافظة.
استهدف مسلحو "داعش" كثير من عربات الاسعاف في تلك المناطق. "هما فاكرين دايما إن عربية الإسعاف فيها عسكري فبيهاجموها"، يقول مدير مرفق الاسعاف بشمال سيناء الدكتور محمود عامر.
تنتشر بين حين وآخر ما يصفه مسؤولون بـ"اشاعات سرقة سيارات الإسعاف"، ليصبح ذلك مسوغا لرجال الأمن لتثبيت المسعفين بسياراتهم، وأحيانا يطلقون النار عليها، يقول مسعفون في العريش.
يلتمس رجال الإسعاف العذر للعساكر، يقولون إن ما يسمعوه من إشاعات يجعلهم في خوف من سيارات الإسعاف، ربما بدون تعليمات من قياداتهم.
في نهاية أكتوبر 2013 استهدف مسلحون سيارة الإسعاف رقم 1801 قيادة مشرف سيارات إسعاف شمال سيناء عبدالله أحمد محمد. كان "عبدالله" عائدا من مهمة إصلاح سيارة أخرى وفي طريق العودة ظهر المسلحون واستهدفوا السيارة بقذيفة "آر بي جي".
أخطأت القذيفة الهدف وأصابت عامود انارة بالطريق وسقط كابل الكهرباء على السيارة و"فصلت كهربا ووقفت خالص حاولت ادورها مشتغلتش"، يقول "عبدالله". انهالت طلقات الرصاص عليه فسقط أرضا وتمكن من ابلاغ غرفة اللاسلكي.
حضرت قوات الجيش لمسرح الحادث وتمكنت من نقل "عبدالله" وزميله إلى المستشفى. أصيب "عبدالله" بطلقات نارية، وحتى الآن تستقر شظيتان قرب حنجرته، وعاموده الفقري بمنطقة الرقبة، واثنتان اخرتان في قفصه الصدري.
"بعد الحادثة دي بأسبوع حرقوا العربية في منطقة المزرعة"، يقول "عبدالله"، مضيفا "مش عارفين نشتغل لا ليل ولا نهار.. سواء من الأهالي ولا المسلحين ولا الجيش".
تكرر أحداث تعرض المسعفين وعرباتهم لهجمات بشكل دوري. تحدث المسعفون لـ"دوت مصر" في 11 فبراير، وكان اليوم السابق شهد فرار سائق ومسعف بأعجوبة من طلقات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
يعمل المسعف والسائق في فريق واحد لمدة 15 يوما متصلة ليلا ونهارا، ثم يتغير مكان خدمته. في الحوادث الكبرى تتحرك سيارات الإسعاف من المكان الأقرب ثم الذي يليه فالذي يليه. ولدى المحافظة 92 سيارة إسعاف موزعة بين الخدمة للمرضى والإدارية والخدمات المعاونة.
يقول رئيس مرفق الإسعاف بشمال سيناء إن مرفقه يحقق أفضل معدل تلبية لطلب الإسعاف في الجمهورية، ولا يتجاوز زمن وصول سيارة الإسعاف من طلبها الثماني دقائق.
أشار أيضا إلى أنه وبسبب ظروف الحظر يلتزم المرفق بنقل المريض إلى المستشفى ثم اعادته مرة أخرى إلى بيته بالمجان وقت الحظر. يضيف أيضا أن مجهود رجال الإسعاف شهد زيادة كبيرة منذ ثورة 25 يناير التي أنهت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
المسعف محمود محمد عبدالله يقول إن معظم إصابات الانفجارات تؤدي إلى الوفاة. يشرح أن هذه الإصابات تكون غالبا "كسور متعددة"، أو "شظية في الجمجمة" أو"جرح نافذ في البطن".