بينما تجلس الأم ترضع طفلتها، متحسرة على أختها التي تسبب الخلاف مع أبيها في تتركها لأهله، شاهدت في التلفزيون طفلة مودعة في إحدى دور الرعاية، بعد أن عثر عليها في كومة قمامة، وبتدقيق النظر اكتشفت المفاجأة... إنها ابنتها، التي تركتها مع أهل زوجها، فهرعت مع ذويها إلى قسم الشرطة واستردت ابنتها.

إنها الطفلة رودينا سامح، التي شاعت قصتها في الأيام الماضية بعد أن أنقذت من وسط كلاب ضالة كادت أن تلتهمها وسط كومة قمامة بمنطقة شبرا الخيمة في القاهرة.

تفاصيل جديدة يكشفها "دوت مصر" من خلال حواره مع والدة الطفلة التي تبلغ من العمر عام ونصف، وزوج شقيقتها.

تقول الأم "دينا نعيم"، 31 سنة، لـ"دوت مصر": تزوجت "سامح .ع" منذ 3 سنوات ، كانت حالته المادية صعبة، وبالرغم من ذلك وافقت على الزواج منه، مع علمي أيضا أنه تزوج قبلي... بعد فترة بدأت حالته المادية تسوء أكثر، فاقترضت من أحد البنوك منذ عامين كي أنقذه من عثرته المالية، على أن يسدد قيمة القرض، لكنه بدأ يتهرب من الدفع لتسدد أسرتي بدلا منه.

بمرور الوقت حملت "دينا" في طفلتها روينا، وبدأت مصاريف الأسرة تزداد أكثر فأكثر، وأصبح الوضع لأ يطاق،وبعدها جاءت "ملك" منذ 5 أشهر، فزاد العبء أكثر وبدأت المشاكل – قالت الأم.

تضيف دينا: لم أستطع تحمل الوضع أكثر من ذلك، فتركت المنزل، خاصة وأن سامح تركه هو الآخر وترك لي ديونه، وكلما تحدثت معه أو أحد من أسرتي يخبرنا بأنه يعمل بالخارج، ومن حين للآخر يغير أرقام هواتفه، تهربا منا، لذلك لم يكن أمامي سوى العيش مع أسرتي، التي أصرت على أن نذهب لعائلته ونشتكي أفعاله.

ذهبت دينا وأسرتها إلى عائلة سامح في الشرابية، وحضر أهال من المنطقة الجلسة التي كانت بينهم، وحدثت مشادة، انتهت إلى استلام عائلى الزوج للطفلتين – بحسب دينا.

فوجئت دينا بعد 3 أيام بأهالي زوجها يسلمونها رضيعتها "ملك"، وكانت مريضة، لكنهم احتفظوا بـ"رودينا" التي فوجئت بالإعلان عن العثور عليها في كومة من القمامة.

لم تستطع دينا أن تكمل الحديث، عند هذه اللحظة، ليكمل زوج شقيقتها هاني محمود تفاصيل القصة، لكنه طلب من "دوت مصر" عدم تصويره، والاكتفاء بتسجيل صوتي.

يقول هاني: بالصدفة شاهدنا الطفلة على شاشة إحدى الفضائيات، وهي مودعة في دار رعاية أول أمس الثلاثاء، بعد العثور عليها وسط كومة قمامة بين قطيع من الكلاب الضالة التي كادت أن تفتك بها، عقب اختفاءها لمدة 5 أيام، وعلمنا أن واحدة من أهالي شبرا الخيمة تدعى "الحاجة فاطمة"، هي التي عثرت عليها وسلمتها للشرطة، التي سلمتها بدورها للنيابة، ومن ثم أودعت في دار الرعاية، فانطلقنا على الفور وتسلمناها.

يضيف هاني: رغم أن أسرة الزوج هي التي كانت تحتضن الطفلة، وهي المسؤولة عن إلقاءها في القمامة، إلا أنهم قدموا بلاغا ضد الأم، يتهمونها فيه بعدم الحفاظ على الطفلة ومحاولة التخلص منها، ولدينا شهود عيان من الجيران يؤكدون أن الأم "دينا" لم يكن في حضانتها سوى رضيعتها "ملك" وأن "رودينا" كانت مع أهل أبيها، وننتظر أن تستدعيهم النيابة ليثبتوا صحة ما نقوله.