التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:26 ص , بتوقيت القاهرة

"غلق الزوايا" يوحد الصوفية والسلفية ضد "الأوقاف"

بعد حكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية "دائرة البحيرة" اليوم، الأربعاء، بتأييد قرار وزير الأوقاف بغلق الزوايا التي تقل مساحتها عن 80 مترا، حماية للنشء من التطرف الديني الذي يبثه متشددون في عقولهم من خلال تلك الزوايا، بالإضافة لمخالفتها شروط صحة الجمعة، وتعارضها مع المقاصد الشرعية، انقسمت ردود فعل المؤسسات الدينية المصرية حول مدى قدرة هذا القرار على مواجهة الإرهاب والتطرف.


وزير الأوقاف: حكم تاريخي


الجهة المؤيدة للحكم كانت وزارة الأوقاف، حيث وصف وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الحكم بالتاريخي، موضحا أن حيثيات الحكم تطابقت مع وجهة ندر الأوقاف في حماية النشء من التشدد والتطرف، الذي ينجرف فيه في مثل تلك الزوايا لمخالفتها شروط صحة إقامة صلاة الجمعة وتعارضها مع المصالح المرعية والمقاصد الشرعية.


وأشاد جمعة، في تصريح لـ"دوت مصر" اليوم الأربعاء، بما ذكرته المحكمة عن الأوقاف بأنها ضربت مثلا في احترام القانون عندما لجأت إلى دار الإفتاء المصرية لاستطلاع رأيها في قرارها إغلاق الزوايا من الناحية الشرعية، في سابقة هي الأولى تعمق احترام مبدأ سيادة القانون والتي أفادته بأنه موافق لحكم الشريعة الإسلامية.


وأكد وزير الأوقاف أن إغلاق الزوايا التي تقل مساحتها عن ثمانين مترا لا يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية، بل يتفق مع مقاصدها الشرعية،  فصلاة الجمعة ليست كصلاة الجماعة التي يجوز أداؤها في كل مكان، بل في الجمع المتعدد وهو المسجد، فالمسجد من شروط صحة أداء صلاة الجمعة، أما الزوايا التي تقل مساحتها عن ثمانين مترا فلا يتحقق فيها الموعظة، وهي أساس تآلف المسلمين ببعضهم البعض، ومن ثم يكون قرار غلق الزوايا التي تقل عن تلك المساحة يتفق مع المقاصد الشرعية والمصالح المرعية في صحيح مفهوم مبادئ الشريعة الإسلامية".


وأوضح أن "الجميع يعلم أن من يقيم زاوية تقل عن ثمانين مترًا  لا يقيمونها بقصد الصلاة فيها لسائر المسلمين وإنما بقصد أن يقتصر فيها على عدد محدود لا يريدون غيرهم من الانخراط فيه ما لا يتحقق بشأنها احتشاد المسلمين، وهو ما يتنافى مع ما شرعت الجمعة من أجله، كما أن الزاوية التي تقل عن 80 مترا لا تتناسب مع شأن الجمعة، ويؤيد ذلك علماء الفقه.


أما الجهة التى رأت أن هذا القرار ليس حلا لمواجهة الإرهاب فكانت الطرق الصوفية، والدعوة السلفية.



الصوفية: ليس حلا


من جانبه، رأى رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية الشيخ علاء أبو العزائم، أن قرار عدم إقامة الصلاة في الزوايا الصغيرة صحيح وفق الشريعة، لكنه ليس حلا لمواجهة الإرهاب والتطرف.


واعتبر أبو العزائم، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن بث الأفكار المتطرفة قد يكون في المنازل، أو في الزوايا في أوقات غير أوقات صلاة الجمعة، لأنها غالبا ما تكون ملحقة بمنزل أحد الأشخاص، معتبرا أن أكثر الزوايا يهمين عليها السلفيون، وهم أساس الفكر المتطرف والإرهابي، ولن يمنعهم غلقها من بث أفكارهم.



السلفية: نحن كفلاء بمواجهة الإرهاب


فيما قال القيادي بالدعوة السلفية الشيخ سامح عبدالحميد إن هذا القرار ليس حلا لمواجهة الإرهاب، فمنع صلاة الجمعة بالزوايا أو إغلاقها، لن يمنع الأفكار المتطرفة من الوصول إلى الناس.


وأشار عبدالحميد، في تصريح لـ"دوت مصر"، إلى أن الدعوة السلفية عارضت من قبل هذا القرار، وأكدت أن الإرهاب يواجه بالفكر من خلال مشايخ الأزهر و"مشايخ الوسطية من أمثال ياسر برهامي"، على حد تعبيره.


ولفت إلى أن الدعوة السلفية كفيلة بمواجهة هذه التنظيمات من خلال الفهم الصحيح للدين الإسلامي.