خاص| قادة الخليج يصيغون تصورا موحدا ضد "الإرهاب"
شهدت الآونة الأخيرة زيارات متُتالية من قِبَل قادة دول الخليج إلى المملكة العربية السعودية، فقد ذهب إليها كل من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، وأخيرا أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. إضافة إلى الملاحظة بأن قطر تتجه مؤخرا إلى توطيد العلاقات مع سلطنة عُمان، وضخ المزيد من المشاريع والاستثمارات بها.
في هذا السياق طرح "دوت مصر" تساؤلا حول سبب تلك الزيارات التي هدفت جميعها التوجه للعاهل السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأيضا البحث في أسباب اهتمام دولة قطر بسلطنة عُمان إلى جانب المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت.
في هذا السياق ذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، د.إبراهيم الهدبان، لـ"دوت مصر" أن المملكة العربية السعودية طالما كانت محور اهتمام الدول الخليجية، فهي منذ العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تُمثل محورا هاما في حل الآزمات التي تواجه المنطقة الخليجية والعربية ككل.
وأوضح أنه يرى الاهتمام حاليا بزيارة السعودية، يأتي في إطار محاولات دول الخليج لصياغة تصور موحد تجاه التنظيمات الإرهابية، وما تواجهه المنطقة من تطرف وعنف، وتهديد.
وعن اهتمام قطر بتوطيد العلاقات مع سلطنة عمان، ذكر "الهدبان"، أن قطر تسعى لأن تكون حليفا قويا لها، في المرحلة القادمة، وبالأخص في ظل الظروف الصحية التي يُعانيها الملك قابوس. وقال "التقارب القطري –العماني لا يُهدد أحدا، فالتحالفات داخل دول مجلس التعاون الخليجي لا تُهدد أحدا".
وأضاف أن قطر بشكل عام تُحاول أن تكون ناشطة دبلوماسيا حتى من قبل تولي أمير قطر الحالي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك ليُعطيها نوعا من الأهمية والاعتبار في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام. وأكد على أن قطر تُحاول أن تبرُز كدولة محورية خليجية عربية عالمية، وكمركز لحل الأزمات.
في حين أشار خبير شؤون الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، د.محمد عزالعرب إلى أن هناك جانبت بروتوكوليا من زيارة ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمملكة العربية السعودية؛ فهو لم يقُم بزيارة العاهل السعودي الحالي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضاف أنه طبقا لتصريحات الشيخ محمد بن زايد حول زيارته هذه؛ فهم يسعون لترتيب أوضاع البيت الخليجي. وعن دولة الكويت، فذكر "عزالعرب" لـ "دوت مصر" أن زيارة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جاءت في إطار ما قد قامت به من وساطة ما بين قطر والجانب الخليجي الذي كان قد أخذ القرار بسحب سفراءهم من قطر - السعودية، والإمارات، والبحرين-، وأيضا لإعادة ترتيب البيت الخليجي.
وبشكل عام أوضح "عزالعرب" أن تلك الزيارات تضمنت بالتأكيد الإطلاع عى التطورات الخاصة بضرورة مُواجهة "داعش" والإرهاب في المنطقة العربية، ورغبة دولة الإمارات في نقل مركز العمليات الخاصة بمجابهة الإرهاب من الكويت إلى شمال العراق، وخاصة بعد ما حدث من إسقاط لطائرة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة.
وعن تجاه دولة قطر لسلطنة عُمان ورغبتها في توطيد العلاقات وإقامة مزيد من المشاريع والإستثمارات بها، فأكد "عزالعرب" لـ"دوت مصر" أن علاقة قطر مع عُمان طالما كانت قوية ووثيقة، ودائما ما تُحاول الحفاظ على ذلك، خاصة وأن عُمان هى الدولة ذات العلاقات الإستراتيجية الأبرز في منطقة الخليج مع طهران، والحوثييين في اليمن.