شوادر كبيرة تشبه فراشات الأفراح الشعبية، تعج بالشيوخ والمحبين لآل البيت، تعلو بها أصوات القرآن الكريم، ثم الإنشاد الديني، إذا حاولت الدخول إليها ستجد أن المشاركين بها يتناحرون للاقتراب من المنشد، ويستحيل بالنسبة إليك الوصول إلى الحضرة المقامة داخل مسجد الإمام الحسين، لكونها الأكثر فضلًا وفقًا للمتصوفون.

ولكن، "يعني إيه حضرة، وبيعملوا فيها إيه؟"، هو السؤال الذي يجيب عليه المتصوفون أنفسهم، يقول الشيخ محمد أبو نبوت، أحد رعاة خدمات المتصوفين، أن الحضرة هي عبارة عن ترديد كلمات وأشعار كتبت خصيصًا لنشد في الموالد بذكر الله، وحب آل البيت.

بينما أضاف الشيخ علي قاسم، أحد المتصوفين، أن أساس الحضرة يقوم على بعض الأذكار، والتي تحولت إلى إنشاد ديني في حب النبي، وحب آل البيت.
 وقال عن تردده على الحضرة: "بنيجي نذكر الله، ونحب سيدنا الحسن وآل البيت، وبنشوف بعض، وأضاف متابعًا "الحضرة عندنا زي العيد".

وقال أحد كبار شيوخ المتصوفين، الذي رفض ذكر اسمه، أن الحضرة من الأشياء التي لا يمكن إدراكها سوى بالتذوق، فأي قلب لا يستطيع أن يتذوقها إلا إذا كان من أصحاب سلوكها، وأضاف مفسرًا: الحديث عن ماهية الحضرة هو كأنك تقدمي معلومة لإنسان يفقد التذوق فتظلميه".