كيف يمكن "البند السابع" مصر من التدخل عسكريا في ليبيا؟
كشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الليبي، أبوصلاح شلبي، أن بلاده مازالت تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بالتالي فإن التدخل الدولي في ليبيا مرهون بقرار رقم 1973 الصادر في مارس 2011، الذي لم يرفع عن ليبيا حتى الآن.
وطالب البرلماني الليبي في تصريح لـ"دوت مصر" بضرورة مساعدة المجتمع الدولي لليبيا والوقوف بجانب المؤسسات الأمنية والعسكرية لمكافحة التمدد الداعشي، لافتا إلى أن المجتمع الدولي تدخل في ليبيا ثم تركه لأهواء التيارات الدينية المتشددة وبعض الأطراف الدولية.
ووصف شلبي الموقف الأمريكي بـ"غير واضح"، مستنكرا أن ينادي بالحوار بين الأطراف الليبية بمشاركة الجماعات الإسلامية المتشددة، ومؤكدا أنه لا يمكن الحوار معهم لأنهم لا يحملون فكر بناء الأوطان ويحلمون بدولة الخلافة فقط دون سياسات محددة.
من جانبه، أوضح مساعد وزير الخارجية السابق، أحمد فتحي أبوالخير، أن البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة المعني بالتدخل الدولي في ليبيا يعني أنه إذا تعرض الأمن والسلم في ليبيا للخطر فإنه من حق مجلس الأمن اتخاذ جميع الإجراءات التي تكفل ضمان الاستقرار بما فيها التدخل المسلح.
وأشار أبوالخير في تصريح لـ"دوت مصر" أن هذا البند لا يضفي الشرعية علي التدخلات الخارجية في ليبيا إلا بعد العودة لمجلس الأمن، الذي يصدر بدوره قرارا بأن الوضع الليبي يهدد الأمن والسلم الدوليين، لافتا إلى أن هذا ما يسعى له وزير الخارجية، سامح شكري، لمنح التصريح الدولي لمصر للتدخل في ليبيا.
كان وفد برلماني ليبي رفيع المستوى قد وصل إلى القاهرة، مساء الاثنين، لحضور الجلسة الختامية للبرلمان العربي بجامعة الدول العربية، والذي من المقرر أن يبحث القضية الراهنة لتفشي الإرهاب في المنطقة العربية خصوصا ليبيا.
وأكد أبوصلاح شلبي أن البرلمان العربي سيصدر اليوم بيانا لإدانة حادث ذبح مصريين علي يد داعش والإعلان عن الوقوف مع مصر وشعبها لمواجهة الإرهاب في المنطقة، مشيرا إلى أن الجلسة الختامية ستتضمن مناقشة الأوضاع الراهنة وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لمكافحة الجماعات التكفيرية، كذلك متابعة ردود الفعل الدولية والعربية تجاه ما يحدث في ليبيا.
وحول الجهود الدبلوماسية المشتركة لكل من وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الليبي محمد الدايري، أكد البرلماني الليبي على ثقته بنجاح الدبلوماسية المصرية فيما يتعلق بموافقة المجتمع الدولي على وضع ليبيا ضمن أولوياته وتضمينها على جدول مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا.
وأكد أن التحالف الأساسي الذي من المفترض تدشينه الآن هو تحالف يضم دول الجوار الليبي وبعض الدول الإفريقية المتضررة فعليا من الوضع في ليبيا، مشددا على ضرورة الحل العاجل بما يمنع من التمدد الداعشي المستمر.
وكان "داعش" في ليبيا، قد نشر مساء الأحد، شريط فيديو، يظهر ذبح 21 مصريا، في مدينة سرت، بثّته مواقع إلكترونية مؤيّدة للتنظيم، تحت عنوان "رسالة موقّعة بالدماء لأمة الصليب".
ونشر تنظيم يطلق على نفسه، جند الخلافة -ولاية طرابلس، الخميس الماضي، صورا للمختطفين بملابس برتقالية على مقربة من شاطئ البحر، ويُرَجح أن الرهائن تعرضوا للخطف والاحتجاز في محيط مدينة سرت شرق طرابلس.
ونفّذت قوات الجيش المصري، اليوم، طلعات جوية على بعض مواقع التنظيم ومخازن ذخيرته في ليبيا، وعادت سالمة.
كما توجه وزيرا الخارجية المصري والليبي لنيويورك لحضور جلسة طارئة بمجلس الأمن من المقرر أن تحدد التوجهات الدولية نحو الوضع في ليبيا يتبعها حضور الوزير المصري لمؤتمر الإرهاب العالمي المنعقد بواشنطن.