قالت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي رد على تحدي تنظيم "داعش" عبر هجوم مضاد على المستوى العسكري والسياسي، تمثل في القبضة الحديدية ضد الجهاديين في ليبيا، وتقديم مبادرة إلى الأمم المتحدة لتشكيل تحالف لمحاربة داعش في ليبيا، كما حدث مع التنظيم نفسه في سوريا والعراق.

وأوضحت، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن السيسي يخشى أن تحاصر التنظيمات الجهادية بلاده، من خلال أنصار بيت المقدس في سيناء وأنصار الشريعة في ليبيا وكلاهما تحت أوامر زعيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، الذي - برأي الصحيفة - قد يعول على الجماعات الإسلامية المتشددة في القاهرة والإسكندرية.

دور السعودية

وترى الصحيفة أن العاهل السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يقف وراء السيسي، موضحة أن الأول كان أحد الداعمين للتحالف الدولي ضد "داعش" حينما كان وزيرا للدفاع، والآن يريد توسيع نطاق المعارك ليمتد إلى مناطق المغرب العربي حيث يشكل الجهاديون عددا وخطورة أكبر، وبالتحديد في ليبيا وشمال مالي.

ومن المحتمل - بحسب مصادر دبلوماسية عربية - أن يتشكل تحالف حول الاتفاق المصري الفرنسي، ليضم دولا أوروبية وعربية، ويكون جاهزا للتدخل في سبع مناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في ليبيا.

مساعدة الإمارات

وتؤكد الصحيفة الإيطالية أن الحرب الجوية هي الأقرب لمواجهة "داعش"، وإن كانت الدول المشاركة في التحالف هي التي ستقرر، دعما للقوات البرية للواء خليفة حفتر، بطريقة مماثلة لدعم القوات الأمريكية للقوات العراقية والكردية.

ويرى التقرير أن التعبير السريع من جانب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة بن زايد آل نهيان، لدعم السيسي حتى "يقتلع التهديد الإرهابي من جذوره" يؤكد أن المقاتلات الإماراتية سترافق نظيرتها المصرية في سماء ليبيا، وعلى المستوى الدبلوماسي سيكون هذا - علاوة على السعودية - نواة التحالف الدولي لمواجهة "داعش" في ليبيا.

واعتبرت الصحيفة إن الرئيس السيسي، وهو غير مشارك في التحالف العسكري ضد "داعش" في العراق، يتولى دور الدولة التي تقود الجبهة الغربية للحرب على التنظيم المتشدد، وأيضا في مرحلة إعادة إعمار بالاتفاق مع باريس التي اشترى منها أخيرا 24 مقاتلة رافال، في أول إشارة على إنهاء الاعتماد العسكري على الولايات المتحدة على مدار 30 عاما.

روسيا وإيطاليا

جزء آخر من التحالف الذي يسعى السيسي لتشكيله، بحسب الصحية الإيطالية، هو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي ووقع عقود تعاون اقتصادي واستراتيجي بحجم يجعل من الصعب أن نشهد فيتو روسي في مجلس الأمن ضد التدخل في ليبيا.

ومن المتوقع أيضا دعوة إيطاليا للمشاركة في التحالف في الوقت وبالطرق التي تقررها حكومة روما، وسيتضمن دور إيطاليا استخدام طائراتها المقاتلة، والسيطرة البحرية عبر السفن الحربية، وإرسال قوات خاصة للهجوم على القادة الجهاديين، بالضبط كما فعلت في التحالف الدولي الذي تسبب في سقوط نظام القذافي في 2011.