التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:04 ص , بتوقيت القاهرة

حكاية من سجن النساء.. ليلى: قتلت زوجي ولو عاد لقتلته عشرات المرات

الحكايه انتهت هنا.. خلف اسوار السجن العاليه... في زنزانة سجنتها مع الذكريات والندم...حكم رادع بالسجن 25عاما بعد ان شاركت في القتل..قصتنا اليوم هي قصة تحمل في طياتها العذاب والندم والالم والامل في النسيان وان يرحمها المجتمع


القصه انتهت فصولها هنا في غياهب السجن المشدد وبدات فصولها من هناك من احدي قري الجيزه التي،اشتهرت بجمال نسائها


"قتلته ولو عاد بي الزمن ساقتله الف مره وكل مااندم عليه هم اولادي الذين تركتهم يعانون بمفردهم دون اب او ام"..قالتها وهي تبكي بحرقه عندما سالناها عن قصتها... كان بكائها ليس ندما علي قتل زوجها بقدر ماهو ندما علي وجود ابنائها الثلاثه الذين لم بتجاوز عمر اكبرهم 18عاما بالخارج بمفردهم دون عائل سوي خالة تعيش مع زوجها واولادها والفقر يحاصرهم من كل تجاه الا انها تحاول ان تمضي الامور علي افضل الاحوال وان تخافظ علي امانة شقيقتها المحبوسه في السجن وتقضي عقوبة بالمؤبد وعلي امل ان تقل عدة اعوام بالاستئناف


"ليلي"سيده سمراء ذات قسمات وجه جميله ان رايتها ستعطيها عمرا فوق عمرها الذي اقترب من مناصف الاربعينات..ستري كيف ان الهم والغم والحزن يحول ملامح الانسان ويطغي عليها ليضيف فوق سنوات عمره سنوات


 


في هذه السطور ستحكي "ليلي"قصتها وستسرد فصولها من البدايه وكيف تحولت من فتاة جميله يتهافت عليها "العرسان" الي قاتله ثم سجينه تحمل رقما بسجن القناطر...كيف حولت لحظه شيطانيه حياتها لتنقلب من ربة منزل وام لثلاثة اولاد هم كل املها ف الحياه الي قاتله


"سلمت نفسي للشرطه بعد ان قتلته وقصصت حكايتي وكنت انتظر البدله الحمرا...كنت اتمناها لان عشماوي كان سيخلصني من الالم والقلق الذي اعيشه كل يوم علي اولادي"..هكذا قالت عندما بدانا في،محاورتها لتسرد فصة من اغرب القصص الانسانيه التي حملت العذاب والالم لتكمل بجريمتها باقي الماساه


تقول "ليلي" التي تعود بالذاكره الي الوراء الي اكثر من 25عاما ، عندما عاشت طفوله بسيطه في اسرة فقيره ولاب يكره الاناث ورزقه القدر بخمسه كانت هي اصغرهن قبل ان يرزق بالولد الذي دلله كثيرا الا انه كان حنونا مع شقيقاته اللاتي كان يحسدنه علي حنان والديه وتدليلهما له


 


تقول "ليلي" عشت طفولة بائسه لاب عنيف يكره الاناث ويعاقبهن بقسوه علي كبيرة وصغيره وكان دائما يشعرنا باننا حمل ثقيل علي،كاهله


 


إعجاب وخوف


 


كان يتمني ان يتخلص من ذلك الحمل ومسئوليته ومالبث ان تقدم لشقيقتي الكبري "عريسا" حتي قبل به فورا دون ان يسال عليه فكل ماكان يهمه ان يزوجنا و"يخلص من همنا" وهكذا تزوجت كل شقيقاتي وفي زفاف شقيقتي التي تكبرني بعامين وكانت هي الاقرب الي قلبي راني زوجي الذي كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره في الوقت الذي كنت اكملت فيه سنوات عمري ال16وحينها سال عني وتقدم لوالدي


تضيف "ليلي" شيئا ما بداخلي كان يفزعني ويقبض قلبي من ناحيته وكنت اشعر بان حياتي معه ستنقلب جحيما فاحساس قلبي كان ينذرني بان هذا الشخص سيحول حياتي الي جهنم الحمراء وان ايامي البائسه ستزداد بؤسا


امام اصرار والدي وقسوته قبلت بالامر الواقع ورضيت بالزواج منه رغم فارق العمر واختلاف الاطباع وبعد عدة اشهر تم الزفاف الذي كان بسيطا ومحدودا وبعد يؤمين فقط انقلب زوجي من شخص هادئ الي صوره طبق الاصل من والدي فقد تحول الي انسان قاسي يضرب ويهين واشتركت معه والدته في اذلالي وتعذيبي واستمر الامر حتي علم بخبر حملي وهددني ان ولدت له انثي وظللت ادعو طوال شهور حملي التسع ان يزقني السماء لصبي يكون لي سندا واملا في ان ينصلح سلوك والده


 


تبتسم "ليلي"وتكمل الحديث وتقول استجابت لي السماء ورزقتني ولدا الا ان سلوك والده واهله ازداد عنفا وايقنت انهم ارادوا خادمة لهم وعلمت انه ينفق امواله علي ملذاته من شرب وقمار ونساء وقررت التحمل حتي تسبب في اجهاضي احدي المرات وقررت الاحتماء بوالدي الذي لفظني رحمته وتعاطف معي شقيقي الذي حاول التحدث معه بالحسني الا لانه لصغر سنه الذي لم يتعدي وقتها15 عاما كان لايعيره اهتماما


ستمرت الحياه علي وتيرتها قاسيه حتي انجبت ابنتي اخر العنقود وقررت ان اوفر لاولادي حياة كربمه فوالدهم كان يعطيني 5جنيهات في اليوم لكي اطعمهم وهو الامر المحال..كنت انظر لهم واري حياتي القديمه تتكرر فرفضت ذلك تماما وحاولت ان اخرجهم مما هم فيه واحنو عليهم وخرجت للعمل كخادمةف البيوت


 


ذقت المرار حتي ادخلتهم المدارس وحاولت ان اتطلق مته دون جددوي فوالدي كان يرهبني ويخبرني ان المراه المطلقه في العائله عارا لابد من الخلاص منه وانه سيساعد زوجي في الاحتفاظ باولادي الذي كان يعلم انهم نقطة ضعفي الوحيده


 


صبرت معه كثيرا وتحملت منه مالايتحمله بشر وفي كل مره كان يعود مخمورا او متعاطي للمخدرات كان يتفنن في تعذيبي حتي بدا يضرب اولادي الذي كان سيموت اكبرهم في يده ذات مره


في يوم الجريمه كنت قد استيقظت صباحا للذهاب الي عملي كخادمه وكان ينقصني مبلغا من المال لاستقل باولادي في شقه كنت انوي استئجارها بعد ان قلل صاحب العقار مقدمها قليلا بعد ان علم عن ظروفي الصعبه واشفق علي اولادي منها وعندما عدت تشاجر معي وقام بضربي علقة ساخنه وحاول ابني الدفاع عني فضربه فخرج هائما علي وجهه وكان قد حاول التعدي علي ابنته قبل ذلك وهو في غير وعيه


 


في تلك الليله ذهبت لاحضر مالي من المخبا الذي وضعته فيه فلم اجده فاتصلت بنجلي وحضر مسرعا من عند خالته وظللنا نبحث حتي اتصلنا به واخبرني بانه اخذه ليصرفه علي ملذاته وقتها انهرت وانتظرت عودته وماان عاد حتي حدثت بيننا مشاده وتدخل ابني فقام بضربه فلم اشعر بنفسي الا وانا احضر سكين المطبخ وقمت بطعنه عدة طعنات ولم افق الا عندما وجدته ساكنا عباره عن جثه هامده


 


نظرت الي اولادي وبكيت بشده واخذتهم في حضني ووصيت ابني الاكبر علي شقيقه وشقيقاته وقمت بتوصليهم عند خالتهم التي هالها منظري وتوجهت الي قسم الشرطه وسلمت نفسي لهم وتم الحكم ضدي بالمؤبد رغم انني كنت انتظر الاعدام في اي لحظه الا ان السماء لها حكمتها التي لايعلمها احد


 


تبكي "ليلي"بحرقه وتقول لن اسامح والدي ابدا علي ماانا فيه فبسببه تحولت حياتي ال جهنم ووصلت الي ماانا فيه ولن اسامح زوجي لانه اوصلني الي ان اكون قاتله واتمني ان يسامحني اولادي لانني ايضا لن اسامح نفسي


 


ايام السجن شاقه ولياليه طويله...الذكريات تطاردني وكثيرا ماافكر اين كان عقلي ربما لو تحاملت ع نفسي بعد كل هذا الصبر لكنت وجدت حلا اخر فهو لايساوي ان امكث في السجن من اجله وبعيدا عن اولادي  25 عاما


 


اقضي ايامي بالاستغفار والصلاه وتعلم القراءه والكتابه من احدي السجينات واقضي وقتي بصناعه الاشغال اليدويه واحلم بالخروج لاخد اولادي في احضاني مرة اخري وكل يوم ادعو ان يكبروا ويعيشوا حياه هانئه وسويه وان يكون حظهم افضل مني وكل ماارجوه ان يعاملهم المجتمع برحمه فليس لهم ذنب ان والدتهم قاتله وان والدهم كان مسجلا اذاقها العذاب الوانا فمات مقتولا بيدها