صور | الجيش يقصف درنة لكن الغضب لا يزال في المنيا
تصوير- رقية نشأت:
فيما قال الجيش إن الضربة الجوية المركزة التي شنتها المقاتلات المصرية اليوم على مواقع تنظيم داعش في ليبيا حققت أهدافها العسكرية بنجاح، ردا على قتل التنظيم الإرهابي 21 من المسيحيين المصريين، لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت نتائجها السياسية تحققت أيضا، فمشاعر الغضب تهيمن على الدروب الضيقة لقرية العور في محافظة المنيا التي كان 14 من أبنائها في عداد الضحايا.
افترش عدد من النسوة في ملابس الحداد، مدخل منزل بالكاد أسست إحدى غرفه فيما خصصت الغرف الأخرى للماشية، تحلقن حول جدة جرجس وملاك إبراهيم أبناء العمومة اللذين وصلا ليبيا قبل شهرين فقط من حادث اختطاف المصريين في ديسمبر الماضي.
وقالت شقيقة جرجس التي لم تتخلص من صدمتها بعد إنه ترك الجامعة ليتولى مسئولية أشقاءه الصغار.. "والده كفيف ولم يعد قادرا على العمل".
وتضيف شقيقة جرجس وهي تحمل طفلتها: "لا شيء يشفي غليلي.. قتلوا منهم كام؟.. 40.. 50 لا مش كفاية".
وبالنسبة لقرية في صعيدية تعد حوادث الثأر جزء من التفاصيل اليومية هناك.
في الطريق على كنسية القرية القريبة من منزل جرجس، جلس صبحي عطاالله الذي جاء من قرية الشروبي المجاورة، ليس لتقديم واجب العزاء، ولكن لمقابلة مدير الأمن الذي حضر إلى الكنسية بصحبة قيادات المحافظة لمواساة أهالي الضحايا. حمل عطاالله شكوى أهالي قريته، وقال لـ"دوت مصر" إنهم حصلوا على ترخيص لتوسيع كنسية القرية لكنهم لم يتمكنوا من إقامتها بعد بسبب اعتراضات الأهالي من المسلمين.
وبينما حملت مكبرات الصوت الموضوعة في الكنسية كلمات شخصيات عامة جاء من محافظات مجاورة لتقديم واجب العزاء ومؤكدين على الوحدة الوطنية بين عنصر الأمة، كان أحد أبناء قرية الشروبي يصرخ غاضبا: "يكفي ما أصابنا.. نحن نريد العدل فقط اقرب كنسية لقريتنا تبعد 25 كيلومتر".
في مكتب كاهن كنسية السيدة العذار بقرية العور، التي استقبلت رئيس الحكومة إبراهيم محلب وعدد من وزرائه، اليوم، قال القس مقار عيسى لـ"دوت مصر" إن أمله أن تقف الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جانب أهالي الضحايا.. هؤلاء الشباب خرجوا بحثا عن الرزق وهربا من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأضاف عيسى أنه كان يكفي أن تسمع القرية مساء أمس لتدرك حجم الخسارة.. كان العويل والصراخ يخرج من كل بيت.. كانت ليلة صعبة لكن ضربات الجيش وزيارة الرئيس إلى الكاتدرائية ربما خففت ولو بعض الشيء من مصاب المكلومين.
وقف خلف كلاني وهو أحد أبناء قرية العور في مدخل بيته المكون من غرفة واحدة، قائلا لـ"دوت مصر" إن الفقر هو أصل البلاء". يسكن كيلاني وستة من أفراد أسرته في الغرفة نفسها، ويضيف: "ماذا نفعل هذا هو الحال",
يقع منزل بشوي وصموائيل اسطفنيوس الشقيقين اللذين قتلا على يد داعش في ليبيا، قريبا من غرفة كيلاني. "ذهبا الشقيقين إلى ليبيا منذ عامين ونجحا في بناء منزل مكون من ثلاثة طوابق وكانا يستعدان للزواج"، هذا ما قالته أحدى جيران الشقيقين لـ"دوت مصر" خارج الغرقة التي كان يصل منها صوت بكاء أمهما.
وأمام كنسية السيدة العذراء، وقف مينا وهو أحد أنباء قرية العور، الذي يقضي حاليا خدمته العسكرية في سيناء، في انتظار رؤية المسئولين القادمين من القاهرة بعد أن حصل على أجازة لمدة أسبوع لتقيد واجب العزاء بإذن من قيادته.