من "أهل الكتاب" إلى "داعش"..الجميع ينتظرون "عودة المسيح"
"حتى تضع الحرب أوزارها، فينزل عيسى عليه السلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية"، كلمات قالها الداعشي بطل فيديو ذبح المصريين الـ21 فى ليبيا، ليعلن للعالم أجمع أن حرب التنظيم الإرهابي لن تتوقف.
ورغم اختلاف الديانات السماوية الثلاث "أهل الكتاب" في العديد من الأمور، إلا أن انتظار المسيح عقيدة تجمع بينهم، فبينما ينتظره اليهود للمرة الأولى، ويتطلع المسيحيون لعودته ليوم الدينونة، يرى المسلمون أنه سيأتى ليساعد حاكم آخر الزمان، المهدي المنتظر، في حكم العالم، فكيف ترى الأديان الثلاثة مشاهد عودته.
ابن داود عند اليهود
المسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داود، سيأتي بعد ظهور النبي إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودي والبشري، فينهي عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص، ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء جماعة إسرائيل، ويتخذ أورشليم، القدس، عاصمة له، ليعيد بناء الهيكل، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية اليهودية (التوراة والتلمود)، ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين، ثم يبدأ الفردوس الأرضي الذي سيدوم ألف عام، كما جاء فى أحد أبحاث مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
يوم الدينونة عند المسيحيين
أما العودة الثانية للمسيح، أو مجيء يسوع المسيح الثاني، فهي ما ينتظره المسيحيون باعتباره حدثا هاما سوف يفاجأ به العالم، فمجيئه الأول كان لخلاص البشر بموته على الصليب، أما قدومه الثاني فسيكون للدينونة.
وجاء فى الكتاب المقدس "لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ يَقِيناً أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ سَيَأْتِي كَمَا يَأْتِي اللِّصُّ فِي اللَّيْلِ"، وهناك علامات لمجيء "يسوع الثاني" حيث ستزداد الحروب والمجاعات والزلازل، ويزداد الفساد وعدم العدالة، ويأتي أنبياء كاذبون باسم المسيح يجذبون الناس إليهم، ويُبشَّر بالإنجيل في كل أنحاء العالم، ثم يحدث اضطهاد عظيم للمؤمنين الحقيقيين ويعيش العالم في كآبة وتعاسة وخوف.
نصير المهدي عند المسلمين
عودة المسيح عند المسلمين تأتي فى إطار التمكين الأكبر للمسلمين في الأرض، فظهور المسيح عليه السلام مرتبط بظهور المهدي المنتظر، الحاكم العادل المسلم، والقضاء على المسيخ الدجال، رمز الظلم والشر والفساد فى الأرض، وهناك عدة أحاديث نبوية تشير إلى عودة عيسى ودوره.
وروى مسلم في حديث عن فترة المسيخ الدجال قائلا "فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك، إذا أوحي الله الى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون".
وعن كثرة الخيرات في عهده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى صحيح أبي داود "إني أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فاعرفوه، رجل مربوع (معتدل)، إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمانة على الأرض حتى ترقع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون".
وعن موت المسيح، جاء في صحيح مسلم "فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة".