أبيي السودان وبيضاء اليمن.. ثنائية النفط والانفصال
مدينتا أبيي السودانية والبيضاء اليمنية.. تختلفان في الاسم والموقع الجغرافي والطبيعة العرقية، لكنهما تتفقان في الظروف التي دعت الأولى للاستقلال بذاتها، وظهور دعوات وقديمة وحديثة في الثانية تنادي بالانفصال والاستقلال، ويقف خلف الحالتين صراع اقتصادي للسيطرة على حقول النفط.
البيضاء
منذ أيام، تشن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، هجوما على محافظة البيضاء بهدف السيطرة عليها، بعد أن سيطرت على اليمن ووضعت رئيسه قيد الإقامة الجبرية، وساعدها في ذلك استيلاؤها على العديد من المحافظات وأولها العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي.
الموقع الجغرافي
تقع محافظة البيضاء جنوب شرق العاصمة صنعاء، وترتفع بنحو 2250 مترا عن سطح البحر، يحدها من الشمال أجزاء من محافظتي مأرب وشبوة، ومن الشرق أجزاء من محافظتي شبوة وأبين، ومن الجنوب أجزاء من محافظات أبين ولحج والضالع، ومن الغرب أجزاء من محافظات الضالع وإب وذمار ومن الشمال الغربي جزء من صنعاء.
لماذا البيضاء
هدفان إستراتيجيان لجماعة الحوثي يقفان خلف سيطرتهم على البيضاء، أولهما القضاء على تنظيم القاعدة الموجود بمديريات عدة في المحافظة من أجل تقديم نفسها إلى أمريكا كشريك ناجح في محاربة "الإرهاب".
والهدف الثاني تأمين خطوط الوصول إلى المحافظات المستهدفة جنوبا، سواء أبين أو لحج أو شبوة وشرقا محافظة مأرب التي يحشد لها الحوثيون منذ أشهر، ويسعون للسيطرة عليها وبالتالي على ثرواتها النفطية والغازية، وذلك بحسب موقع "الجزيرة نت".
دعوات الانفصال
على رغم مرور 25 عاما على توقيع الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) على اتفاقية الوحدة في 22 أبريل/ نيسان 1990، لتتحول الجمهوريتان بمقتضاها إلى جمهورية واحدة، إلا أن الجنوبيين لم يعترفوا يوما بهذه الوحدة ورأوا فيها إساءة لهم، لذا سعوا كثيرا للاستقلال عن الشمال.
الحراك الجنوبي
وفي الوقت الذي يسعى فيه الحوثيون للسيطرة على "البيضاء"، أعلن الحراك الجنوبي التعبئة العامة، استنفارا لصد أي هجوم حوثي على الجنوب، وانتشر المئات من مسلحي القبائل على الشريط الحدودي الفاصل بين شطري البلاد.
وقال رئيس تحرير صحيفة الديار (المقربة من الحوثيين) عابد المهذري، في تصريحات أمس الأربعاء، لموقع "يمن برس": "لا تسألوا: ليش ولا كيف ولا ما سبب تطهير البيضاء قبل مأرب التي كانت الأنظار متركزة عليها، لأن الإجابة ستقول: مثلما كانت المفاجأة بدخول العاصمة صنعاء من جهة همدان غربا وليس من جهة أرحب شمال شرق كما كان متوقعا".
أبيي السودان
كانت البداية باستفتاء شعبي لسكان الجنوب في فبراير/ شباط 2011، حتى أعلن عن الانفصال وتأسيس جمهورية مستقلة رسمية باسم جنوب السودان في 9 يوليو/ تموز من العام نفسه.
الموقع الجغرافي
تقع جمهورية جنوب السودان في وسط إفريقيا، ومدينة جوبا عاصمتها، ومن أكبر مدنها واو وملكال ورومبيك وأويل وياي.
أسباب الانفصال
البعض أرجعها إلى استعلاء الشماليين على الجنوبيين، والتهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي كان يعاني منه الجنوب، وأخيرا تدخل دول كبرى لتغذية هذا الاتجاه، وذلك بحسب موقع "قنطرة".
لماذا جنوب السودان؟
ساهم اكتشاف حقول النفط في جنوب السودان وتوقيع الخرطوم عقودا مع شركات أجنبية للتنقيب، في ظهور صراعات على الإنتاج تمثلت في محاولات التجمع الوطني الديمقراطي المتكررة (ثلاث مرات) ضرب أنبوب التصدير من جهة الشرق عبر التسلل من دولة إريتريا المجاورة التي تستضيفه، وذلك بحسب الكاتب السوداني موسى يعقوب.
أما الثاني فكان إقحام حركة التمرد لموضوع النفط في صراعها مع الحكومة، حيث وضعت إيقاف ضخه وتصديره شرطا لازما لوقف إطلاق النار الدائم بينها وبين القوات التابعة للخرطوم، وفقا للمصدر نفسه.