شيخ الأزهر: التكفيريون تبنوا مفاهيم ملتبسة لتبرير الإرهاب
يناقش الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في حديثه الأسبوعي غدا الجمعة، بعض المفاهيم الملتبسة على بعض المسلمين، والتي يتخذها التكفيريون ذريعة لارتكاب أعمال العنف والإرهاب.
يشرح شيخ الأزهر خلال اللقاء المسجل مفهوم الحاكمية، موضحا أن لفظةَ "حاكم" لفظة مشتركة لكنها تختلف باختلاف الوضع؛ وهذا ما لم يدركه الخوارج حينما قالوا إن الحُكْمُ لله وحدَه ولا حُكم للإنسان، وهو ما سارت عليه الحركات المسلحة الإرهابية المستندة للإسلام، واعتمدت عليه في تكفير المسلمين مجتمعًا وحكامًا وأحلت قتلهم.
يوضح شيخ الأزهر مفهوم المفاصلة الشعورية عند الحركات المتطرفة، مبينا أنها تعني أن المنتمي إليها يجب أن يكره مخالفه على أتباع معتقده وفكره، بما يؤدى إلى الصدام الحتمي، إضافة إلى الحكم على المجتمع بالجاهلية، ولذا فإن مفاهيم "الجاهلية والمفاصلة الشعورية والتكفير" انبثقت من فكرة الحاكمية، التي تعني أنه لا حكم للبشر، ومَن يحكم منهم بحكم البشر فهو كافر ودمه حلال ويقتل.
يكشف الإمام الأكبر خلال اللقاء التليفزيوني أن مفهوم الحاكمية اندثر باندثار الخوارج إلا أنه ظهر في العصر الحديث على يد عالم في الهند اسمه "أبو الأعلى المودودي" الذي كان يعيش في عصر سيطرة الإنجليز على الهند، وتحت ضغط الاستعمار الذي أرهق المسلمين وقصر المناصب على بعضهم، قال: إن حكم الإنجليز باطل، والحكم مقصور على الله عز وجل ولا حكم للبشر ولا سلطة في إصدار قوانين أو دساتير.
وتابعه سيد قطب الذي قال: إن الحكم لا يكون إلا لله، وإن أيَّ مجتمع يوجد به رجال يُشرِّعون ويضعون دساتير هو مجتمع كافر يجب مواجهته، لكن هناك مَن يعتذر لأبي الأعلى المودودي، ويعتبر أنه قال ذلك في وقت استثنائي لمواجهة حكم الإنجليز ورفض قوانينهم؛ لأنه بعد أن انفصلت باكستان عام 1947م تراجع عن رأيه ذلك، واعترف بالدستور والدولة، بل وترشح في الانتخابات، فكأنه استدعى مفهوم الحاكمية لمواجهة الاستعمار، ومع زوال السبب تراجع عن ذلك الرأي، كما أن هناك من يبرر أخذ سيد قطب بهذا المفهوم ويقول: إن سيد قطب لابد من تأويل كلامه؛ لأنه لم يكن يقصد ذلك الكلام.