التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:28 م , بتوقيت القاهرة

إذا تحققت النبوءات.. فنهاية "داعش" قبل معركة "دابق"

أعلن منسق التحالف الدولي ضد "داعش" ومستشار الرئيس الأمريكي، جون آلان، الأحد الماضي، أن هجوما على الأرض سيبدأ ضد "داعش" قريبا تقوده القوات العراقية بإسناد من دول التحالف.

وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الأردنية الرسمية خلال تواجده في عمّان، أشار آلان إلى أن "قوات التحالف تجهز 12 لواء عراقيا تدريبا وتسليحا تمهيدا لحملة برية واسعة ضد داعش"، مبينا أنه سيتوجه إلى دول شرق آسيا لتوسيع التحالف الدولي الذي يضم 62 دولة.

بمجرد أن سمع التنظيم رقم "12" ورقم "62"، شعر أن النصر قد اقترب، ورفع أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي "دابق موعدنا"، استنادا إلى رواية وردت فى صحيح مسلم، عن رسول الله، ?، قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق (منطقة تتبع أنطاكيا جنوب تركيا) أو بدابق (تتبع حلب شمال سوريا)، فيخرج إليهم جيش من المدينة (يرجّح أن تكون دمشق بحسب تفسير ابن كثير)، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا (الذين يرتّدون عن الإسلام بسبب الفتن بحسب ابن كثير) أي لا يلهمهم الله التوبة، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية".

واستعان أنصار التنظيم عبر حساباتهم بحديث آخر مسند يشير إلى أن المعركة في دابق ستكون "عظيمة" تضم مئات الآلاف من المقاتلين، وينص الحديث في نهايته على "تغدر الروم وتجمع للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفا"، ما يجعل تقدير العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل من 80 دولة.

وبإعلان جون آلان، منسق التحالف، نيته التوجه إلى دول شرق آسيا لتوسع التحالف الدولي، الذي يضم اليوم 62 دولة، ينظر أنصار "داعش" إلى الأمر على أنه علامة جديدة تتحقق من "النبوءة" بإمكانية وصول رايات الدول المعادية للتنظيم إلى 80 ليكون الموعد مع مقاتليهم في "دابق".

فما هي هذه المعركة؟

معركة الشام العظيمة ليست بدعة داعش ولا بدعة إسلامية، وإنما يؤمن بها اليهود أيضا، وإن كانت تفاصيلها ونتائجها مختلف عليها بين الجانبين، فاليهود يستندون إلى النص العبري الوارد في سفر الرؤيا 16 بأن المعركة المسماة معركة هرمجدون ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين، وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، وقال النبي يوئيل- في العهد القديم عن هذا اليوم "انفخوا في البوق في صهيون، اهتفوا في جبلي المقدس، ارتعدوا يا جميع سكان العالم، يوم الرب مقبل، وهو قريب، يوم ظلمة وغروب، يوم غيم وضباب".

الملحمة الكبرى

وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن هذه المعركة في التراث الإسلامي، من بينها ما احتج به داعش، لكن التسلسل الذي يتداوله أكثر العلماء من هذه الأحاديث كالتالي:

يحدث صلح آمن بين المسلمين والروم (تحالف مع الغرب بالمفهوم المعاصر)، ويحارب الاثنان سويا ضد عدو من ورائنا أو ورائهم كما جاءت بذلك الروايات، لكن ما سيحدث بعد نهاية الحرب هو نسبة الغرب النصر إليه، فتحدث مناوشات بين الطرفين، يكون على أثرها مقتل قوات إسلامية، فتبدأ الملاحم ويجمع الغرب جموعهم لقتال المسلمين، فيأتون تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفا، ويكون مركز تجمع المسلمين الرئيسي بالغوطة، ومركز تجمع الروم بالقرب من حلب، إما بالأعماق أو دابق، يبدأ القتال بين المسلمين والروم لمدة 3 أيام دون غلبة لأحد يباد خلالها معظم جيش المسلمين.

ثم يأتي في اليوم الرابع بقية المسلمين، وهم الجيش الذي يخرج من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، ويطلب الروم عند مقابلة هذا الجيش ألا يتدخل في القتال، وأن الروم يريدون فقط قتال من سبوا منهم، وهم أهل الشام وأهل مصر، كما أفاد النووي، ويرفض جيش المدينة هذا الطلب ويقولون "لا نتخلى عن إخواننا، فيحدث بينهم القتال، فينقسم جيش المدينة ثلاثة أقسام: ثلث ينهزم، فلا يلهمون التوبة أبدا، وثلث يستشهد وهم أفضل الشهداء عند الله، وثلث يفتح الله على أيديهم لا يفتنون أبدا.

وحسب التصور الإسلامي تكون نتائج هذه المعركة مقتلة عظيمة للغرب، فتملأ جثثهم الأرض، وفناء معظم جيش المسلمين، بحيث لا يبقى من كل مائة إلا واحد، وفتح قسطنطينية على يد من تبقى من جيش المسلمين وعددهم سبعون ألفا.

وأما سببها فيراه الداعية السلفي محمد حسان بأنه بسبب كثرة من أسلم من الروم، فيأتي الروم ليأخذونهم، فيرفض المسلمون ويقع القتال، وفي هذا الفيديو الموجود على موقع اليوتيوب تظهر كافة تفاصيل المعركة كما يراها المسلمون، وإن كان هناك اختلافات في أسبابها.

وحسب النبوءات والأحاديث التى يستدل عليها المتكلمون في الملحمة الكبرى، وداعش نفسها، فإنه لو حدثت هذه الملحمة هذه الأيام، فإن الجهة الأكثر خسارة ستكون داعش نفسها، وستكون نهايتها قبل معركة "دابق"، لأن الطرف المنتصر قبل المعركة سيكون المسلمون المتحالفون مع الروم، وبالتالي فإن التحالف الموجود حاليا في المنطقة هو "التحالف الدولي ضد داعش"، ولن تحدث المعركة بينهما إلا بعد القضاء على عدوهما، إذا سلمنا بصحة استدلالات داعش بحدوث المعركة فى هذا الوقت.